مقالات

م.صلاح غريبة يكتب..في ذكرى اليوم العالمي للمعلم

ghariba2013@gmail.com

شئ للوطن

يحتفل العالم باليوم العالمي للمعلم في الخامس من أكتوبر من كل عام والذي وقع إقراره إحياء لتوصية مشتركة صدرت سنة 1966 عن اليونسكوhttp://اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن تطوير ظروف عمل المعلمين في كل أنحاء العالم.
ويأتي إحياء يوم المعلم هذه السنة في سياق اهتمام دولي متزايد بقضايا التعليم انتهى بانعقاد قمة ” تحويل التعليم” بمقر الأمم المتحدة بنيويورك في الفترة من 16 إلى 19 سبتمبر الماضي، التي تطرقت إلى مظاهر القصور في منظومات التعليم في العالم، وأكدت الحاجة إلى تركيز جديد على أدوار ومهارات المعلمين باعتبارهم “شريان الحياة لأنظمة التعليم”.
وتقديرا لما يبذله المعلمون من جهد في تنشئة الأجيال القادمة فيعتبر تبجيل المعلم وفهم تضحياته والاعتراف بفضائله يتعيّن أن يكون على مدار العام وليس بتخصيص يوم معين، كما خصص يوم 25 فبراير من كل عام ليكون يوم المعلم العربي.
فنتوجه بالتحيّة لكل معلمي بلدي وبخاصة المعلمين ضمن منظومة تدريس وتعليم المنهج الدراسي السوداني بمصر، تقديرا لدورهم الرائد في أداء مهامهم وسط الجالية السودانية بمصر، وهي رسالة تتعاظم للظروف التي يعيشها المعلمون وظروف الدراسة وتوفر المدارس ووضوح العلاقة بين وزارة التعليم في السودان مع مكتب الملحقية الثقافية بسفارتنا بالقاهرة، ومجموعة المعلمين وفق أجهزتهم الإدارية المختلفة.
مع ضرورة تأكيد الالتزام الكامل بمواصلة العمل على دعم قدرات معلمينا تأهيلًا وتوظيفًا وتدريبا بما يحقق أهداف دولتنا في تحسين نوعية التعليم ويساعد على التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (برنامج التعليم 2030).
إن البعد الرمزي لإحياء اليوم العالمي للمعلم يدعونا إلى بلورة رؤية جديدة لرسالة المعلم في عالم متغيّر تتجدد فيه حاجة المجتمع إلى تعليم جيّد ومنصف وشامل، ويستدعي ذلك إجراء وقفات للمراجعة والتقييم لأدوار كل الأطراف المعنيّة بوضع المعلمين، وفي مقدمتها الوزارات المسؤولة عن التربية والتعليم والمؤسسات الأكاديمية المكلّفة بإعداد المعلمين والهيئات والمنظمات ذات العلاقة؛ فضلا عن إعادة النظر في فلسفة التعليم ومراجعتها. إذ تشير إحصاءات مرصد (الألكسو) الذي يتولى جمع البيانات ومعالجتها حول أوضاع التربية والثقافة والعلوم في الدول العربية إلى وجود فجوات كمية ونوعية بخصوص وضعية المعلمين في الدول العربية، مع اختلاف ظروف دولنا العربية، تتصل بتأهيلهم وتوزيعهم على مختلف المراحل التعليمية ومؤشر تأطيرهم للطلبة (عدد المعلمين بالنسبة إلى الطلبة)، حيث بلغ العدد الإجمالي عام 2020 للمعلمين في مرحلة التعليم الابتدائي ، 2424954 معلّما، منهم 1549825 من العنصر النسائي أي بنسبة 63.9 بالمائة، وبلغ متوسط عدد الطلبة لكل معلم واحد 20.9. وبلغ العدد الإجمالي للمعلمين في مرحلة التعليم الإعدادي 1279428، منهم 662079 من العنصر النسائي، أي بنسبة 51.7 بالمائة، وبلغ متوسط عدد الطلبة لكل معلم واحد 16.9 بالمائة، أما في مرحلة التعليم الثانوي فيبلغ العدد الإجمالي للمعلمين 1006461، منهم 445248 من العنصر النسائي، أي بنسبة 44.2 بالمائة.
واعتبارا لظروف عمل المعلمين وما يتقاضونه من أجور يقع بعضها في أسفل سلم هرم الأجور في عدد كبير من الدول، فإن الحاجة صارت متأكدة إلى تطوير ظروف عملهم وتحسين رواتبهم تعزيزا لمكانتهم في المجتمع والارتقاء بمستوى مهاراتهم تربويا وتقنيا لتمكينهم من مواكبة التغييرات المتتالية في مجالات العلوم التربوية والمعلوماتية والتعليم الرقمي. وإيمانا من بأن المعلم مؤتمن على مستقبل أجيال اليوم والغد فلابد من إيلائه مكانة مركزية في خطط الدولة وبرامجها وأنشطتها، و بالنسبة للقاهرة فليكن من اهتمامات السفارة وكيانات الجالية.
وأدعو بالتالي إلى تخصيص مؤتمرات وورش عمل وتنمية القدرات بدورات تدريبية تعليمية متخصصة. ووضع حقائب تدريبية لتعزيز كفاءة المعلمين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال لتمكينهم من استيعاب دور التكنولوجيات الجديدة في إطار تطوير الذات والتعلم مدى الحياة.
فالمطلوب تنمية مهنة التدريس بالتدريب وتطوير الخبرات ورفع معايير الالتحاق بمهنة التعليم والعمل على دعم نظم متابعة المعلمين وتقويمهم.

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى