ناصر الطيب يكتب..أمريكا تترنح

في آخر التسعينات في محاضرة للراحل د الترابي ذكر فيها إن قرن الصناعات قد إنتهى ونحن في عصر الأتصالات وإن أمريكا لن تهزم بالطرق الكلاسيكية بل ستسق بأنهيار أقتصادي.
يقودنا ذلك مايحدث اليوم من بلطجة على العالم كله بفرض الجزية للرجل الأبيض في البيت الأبيض وشملت هذة الأتاوات حتى دول فقيرة لا تتجاوز صادراتها 2 مليار دولار.
هذة أمريكا التي جعلتنا الآن نكفر بأن هنالك علم إسمه الأقتصاد وجامعاتها التعليمية التي صدعت رؤسنا بها كرائدة التعليم الأسمى في العالم!! ويخرج رئيسها كل يوم ليتحدث في كل شئ كأنما لا يوجد وزراء هل هذة أمريكا دولة المؤسسات التي يحدثوننا عنها؟!
أمريكا التي تنصلت من غطاء الذهب للعملات والتي عرفت بصدمة نكسون عام 1971 تم تلتها إتفاقية البترودولار والتي كانت طوق نجاة للقوة الأمريكية ولم يصمد الأقتصاد الأمريكي كثيرا وفي عام 1985 فعل الرئيس الأمريكي الراحل حينها دونالد ريغان نفس الذي يمارسه ترامب الآن وعرفت حينها بأتفاقية لوزان وفرض تخفيض الدولار أمام كل من اليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا أو بما يعرف حينها بالخمسة الكبار مما تسبب بخسائر إقتصادية ضخمة على هذة الدول.
أعلن الرئيس الأمريكي ترامب قبل أيام إن الدين الأمريكي بلغ 66 ترليون دولار وذلك ضعف المعلن عنه، وهذا يعكس إن الأقتصاد الأمريكي في ورطة لا تجدي معها أتاوات ترامب شئ بل تأذم الوضع أكثر الأسواق المالية تخسر كل يوم ترليون دولار والعجز التجاري يحتاج لبرامج أقتصادية تحتاج لسنوات وخفض الدولار أمام العملات العالمية فاق ال5% وسط إنعدام للرؤية المستقبلية مما أربك العالم بأثره.
تحدث خبراء بأن مخرج أمريكا هو إفتعال حرب واسعة النطاق وهذا ما تنتظره روسيا والصين وهذا ماتعلمه أمريكا جيدا وفي نهاية الأمر سوف تقوم الشركات والمؤسسات الأمريكية بدفع الدين الأمريكي مع كساد تضخمي ياكل الأخضر واليابس.
أمريكا لن تجد رئيس مناسب لهذا الظرف الكارثي أكثر من ترامب ذو الوجه الكالح والذي تخصص في الابتزاز وهذا ما يحدث الآن، أكثر ما لفت إنتباهي حديثه أمام الأعلام مع ممثل البحرين ويقول له إن لديكم إحتياطي نقدي بلغ 700 مليار دولار وذلك كثير عليكم!!! هل نحن أصبحنا في العصور الوسطى؟!!
سوف نرى ونتابع كيف تخرج أمريكا من هذة الورطة أم إنها جعجة غربية ليس إلا تعيش الرفاهية على ديون الدول الأخرى والأيام القادمة تحمل الكثير.