ناصر الطيب يكتب..القرصنة الأمريكية والحرب التجارية

في خبر لافت للنظر اليوم علي قناة الجزيرة الأخبارية مفاده إن الأدارة الأمريكية ستفرض نسبة 25% على كل دول العالم حال إستوردت من النفط والغاز الفنزويلي.
منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعالم أجمع في توتر عام من كثرة التصريحات الغير مسبوقة على مدى التاريخ، هذا الرئيس الذي يكاد جالس أمام الأعلام بشكل يومي يصرح في كل شئ تارة عصى وتارة جزرة.
من الواضح جدا إن أمريكا تعيش كارثة أقتصادية غير مسبوقة إذ إرتفع الدين العام الأمريكي من 34 تريليون دولار في يناير من هذا العام إلى 36 تريليون في مارس لنفس العام.
بدأ الأقتصاد الأمريكي يعاني من عجز حاد في الميزان التجاري والموازنة العامة، وقد بلغ حجم عجز أكبر عشرة دول مصدرة لأمريكا مبلغ 1.6 تريليون دولار، اللافت للنظر أن تصدر دولة مثل فيتنام 136 مليار دولار حسب التقرير الأقتصادي لقناة العربية.
ويظل الأتفاق علي وزارة الدفاع الأمريكية يبلغ أكثر من 850 مليار دولار وهذا المعلن فقط، وفي ظل هذا الوضع الكارثي والذي أصبح يقلق الأعلام الأمريكي مع إرتفاع أسعار السلع داخل أمريكا وهجرة العلماء نحو الأتحاد الأوروبي بعد الأجرآت التي قام بها الرئيس ترامب.
أصبحت الولايات المتحدة في قلب حرب تجارية طاحنة جعلتها تتنصل من كل إتفاقية تراها غير مناسبة لها مثل فرض رسوم جمركية على دول بعينها على رأسها دول الأتحاد الأوروبي ضاربه عرض الحائط بأتفاقيتات التجارة الحرة ومنظمة التجارة الدولية.
يذهب الرئيس الأمريكي لأبعد من ذلك حيث يصرح إن الحماية الأمريكية لدول الخليج يجب أن تكون مقابل نسبة من مبيعات النفط الخليجي!!! وهنا ينصب نفسه فتوة للعالم دون إستحى كما يظهر في الأفلام المصرية.
وفي حقيقة الأمر إن كوارث أمريكا الأقتصادية تتحملها دول الخليج في عملية إبتزاز ناعم وحدث ذلك في أزمة عام 2008 التي تحملته الصناديق السيادية الخليجية، واليوم نفس الشبه إذ دفعت السعودية تريليون دولار والأمارات 1.4 تريليون دولار لرجل البيت الأبيض ولا يعرف هل يلحق بهم بقية دول الخليج؟؟
تمادت أمريكا على دول المنطقة منذ زمن طويل حينما قطع الملك فيصل النفط عن أمريكا هنا وعت أمريكا الدرس لكن بعد ذلك أتت إتفاقية البترودولار والتى مكنت الدولار كعملة دولية للتداول دون أي شروط!!
الآن بلغ الدين العام العالمي 318 تريليون دولار للعام 2024 حسب موقع أرقام وساهمت الصين والهند والسعودية وتركيا إلى نمو 65% من. الدين العالمي وحسب الموقع إن الناتج المحلي العالمي بلغ 328 تريليون دولار وهنا مربط الفرس أذ تعاني أمريكا من عجز منذ عام 2002.
الآن كل قرارات أمريكا المتخبطة لن يخرجها من هذة الورطة ولن تجدي ترسانتها العسكرية والنووية لها نفعا الحرب أقتصادية تجارية، وحينما كانت تحتل الدول المستعمرة كانت للموارد وحينما تفكك الأتحاد السوفيتي وحلف وارسو لن يحدث ذلك بقوة السلاح بل بتدهور الأقتصاد وهذا ما تخشاة أمريكا وتعيش هذا الرعب.
كل إمبراطوريات العالم على مدى التاريخ كانت لها بدايات ونهايات وتذب إمبراطورية وتولد إمبراطورية أخرى.