ناصر الطيب يكتب..تحاربنا إسرائيل خلف واجهة الأمارات

الأمارات عام 1988
في هذا العام ونحن طلاب ذهبنا لمدينة دبي في إجازة (زيارة) لكي نشاهد مباريات كأس العالم هناك والمعروف بكأس مارادونا.
وكانت سفرية الخطوط الجوية السودانية مخصص لها يوم كل
أحد في الأسبوع تهبط الساعة 1:30ظ.
وكانت الملاحظة إن معظم الأماراتين ياخذون أبنائهم من بعد
المدارس ويرابطون خلف سياج المطار من ناحية شارع القصيص
ليشاهدوا هبط الطائرة السودانية، وكانوا يسمونها الصفراء وسط
فرح عارم وهم يرددون الصفراء نازلة الصفرة نازلة في موقف
شبيه بالهستريا.
في هذا العالم كان كل رؤساء الأقسام في بلدية دبي من المهندسين السودانين التي كانت تعج بهم بلدية قسم تصديق
المباني قسم المساحة وقسم تفتيش المباني وقسم الصحة.
هؤلاء من أتزكرهم وحينها كانت هنالك خطة دبي الخضراء لمدة
العشرة سنوات القادمة دبي خضراء وطبعا ماقام بتنفيذ هذة
الرؤية مهندسين وموظفين وفنين سودانين وتم تكرم عدد مهول
منهم وتم نقل كل شئ في التلفزيون القومي الأماراتي وتلفزيون
مدينة دبي.
حينها كان أكبر أسواق دبي للتسوق هو سوق الغنم وكان كل
المقيمين في دبي يتبضعون منه، وكان مركز القرير للتسوق
فكرة حديثة على الأماراتين كأكبر مول تجاري.
أما النادي السوداني كان من أجمل النوادي في إمارة دبي حتى
المسرح المقفول الذي يعمل سينما ومسرح كان قمة في الرقي
وكان النادي يقيم كل النشاطات الأجتماعية والثقافية والأسرية
حتي كانت له حافلات خاصة به من السكن للنادي والعكس تنقل
السودانين مجانا وحتي الليلات الثقافية كانت حاضرة بقوة وكان
يستدعي الفنانين العرب والمصرين وأزكر صادفنا في ذلك العام
مجموعة من الفنانين والممثلين المصرين على رأسهم الفنان الراحل المقيم صلاح السعدني وهو يتجول مرافق النادي وسط
الحاضرين.
ليس هذا فقط الحضور السوداني في الأمارات كان فارض نفسه
دون كل الجنسيات العربية والأجنبية وكان مضرب مثل بين
الأماراتين وغيرهم في الأمانة والشرف ولو لا حضور الجالية
السودانية لما كان هنالك طعم ولا رائحة لرياضة كرة القدم
المحببة لدى الجميع.
هذة الفترة هي فترة مابعد سقوط الرئيس نميري حينها كان
يصرف للطلاب مرتبات في المدارس إماراتي أو غير لكن كان
للسودانيين القدح المعلا دون عن الجنسيات الأخرى.
أما اليوم وبعد سقوط الإنقاذ التي خرج عليها الشعب بثورتة
السلمية زهبت حكومة الأسلامين ماكنا نعرف إن الأسلامين
كانوا يجيدون سد الأبواب التي تنكل بأمن المواطن حتى تقوم
الأمارات توجه نيرانها وألاعيبها بل وتتبنى كل خطط إسرائيل
وهذا جزاء سنمار.
هذا الثرد لا يمثل قطرة مما فعله السودانيون في بحر الأمارات
الذي لا تصلح ماؤه للوضوء لدولة أصبحت المهدد الأول والأخير
لكل المنطقة حتي شقيقاتها دول الخليج الأخرى قد أنارت اللمبة
الحمراء مع المراهقة الأماراتية غير المسبوقة والتي أصبحت
بيدق للكيان الصهيوني، دمرت الجامعة العربية والآن إتحاد دول
الخليج وذهبت شرقا إلى باكستان والهند وأما أفريقيا حدث ولا
حرج ترتع فيها بأموالها الغذرة.
هل تعتقدون من يحاربنا هم الجنجويد؟!! تكون خاطئ لو تخيلت
ذلك من يحاربنا هي إسرائيل في المقام الأول متضامنة معها
الأمارات في أغذر حرب عرفتها البشرية وهي تقسيم السودان ثم
طمث الهوية والمتحف القومي خير شاهد ثم تدمير البنية
التحتية للدولة كل القطاع العام والخاص تدمير ممنهج ومدروس
ونهب منازل المواطنين لأفقارهم.
وهذا هو الأستعمار الحديث والأمبريالية التى إتفقت عليها كل
الدول الأستعمارية بعد وضع ميثاق الأمم المتحدة وانتهاء الحرب
الثانية ومفاد هذة الرؤية أن تحكم الدول من داخل دول المستعمر
دون تدخل مباشر أو إرسال قوات مباشرة، فقط عملاء لهم وفي
بلدانهم وينفذون لهم مايريدون ولحمدوك المثل الأعلى.
لذلك هم الآن الجيش السوداني أربكهم وأفشل مخططاتهم كل من
بريطانيا وإسرائيل والإمارات ومعظم دول الجوار السوداني عدا
مصر وأرتريا وفي النهاية تخرج لنا الأصوات العميلة محزرة العالم
بأن السودان خطر على جواره كأنما السودان يطلق المسيرات
والصواريخ ويرسل الطائرات المقاتلة لدول الجوار واتحدى هؤلاء
الخونة يأتوا بمثل واحد ويتغافلون ضربنا بمسيرات تدار من
داخل أبوظبي مستوردة من صربيا بواسطة جسر إسرائيلي كما
زكرت ذلك step news إن المشتريات الإسرائيلية وحدها في
عام 2024 بلغت 3000% نعم الرغم صحيح وطبعا الأمارات
كومبارس فقط.