وانهارت مؤامرة خفافيش الظلام

ينتظر المتابعون الطريقة المثلى التي سيبلع بها مدبرو مؤامرة إقالة الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة الأستاذ سامي الرشيد أحمد، ما صنعته أيديهم، بعد أن أدركوا أن “الترياق” المضاد لقرارهم المعيب قد وصل مراحل متقدمة من الانتشار ترياق الحكمة، والشرعية، والرضا الشعبي من كل القطاعات التي شهدت بنزاهة هذا الرجل وكفاءته.
*ما دُبّر بليل، كشفته شمس الحقيقة*
في ليلة حالكة السواد، اجتمع نفر لا يمثلون إرادة الشارع ولا مؤسسات الدولة الحقيقية، ظنوا أن بمقدورهم تمرير قرار إقالة مفاجئ، يتجاوز الأعراف الإدارية والمؤسسية، ليصيب قامة وطنية لا تُشترى ولا تُخترق. لكنهم فوجئوا بجدار فولاذي من القوة والصلابة، كشف هشاشتهم، وأظهر للجميع أن ما جرى لم يكن سوى محاولة انقلاب إداري ركيكة السيناريو.
*لماذا سامي الرشيد؟*
لأن الرجل لم يكن موظفًا بيروقراطيًا عابرًا، بل حامل راية إصلاح، نقل المجلس الأعلى للحج والعمرة من دائرة الشكوى إلى ساحات الفعل. ارتفعت الحصة، وتحسنت الخدمات، وتحدث الناس قبل الحجاج عن تغيير نوعي في الأداء. فكيف يقبل المتربصون بذلك؟ كيف يتركون من يهدد مصالحهم غير المشروعة بأنفاس الشفافية والعمل الجاد؟
*خلف الأكمة ما وراءها*
كان واضحًا أن الإقالة لم تكن إدارية بل سياسية، أو لنقل “تجارية”، تقف خلفها أطماع قديمة وجيوب نفوذ اعتادت أن ترى في الحج والعمرة سوقًا لا موسماً للعبادة. ولكن حين جاء من يضع الضوابط، ويعيد الاعتبار للقدسية، ويمنع التلاعب بالأرقام والبعثات والامتيازات، بدأ الهجوم المضاد.
*الصدمة الارتدادية*
لكن الصدمة لم تكن في القرار بل في الرد عليه. حيث التفّت المؤسسات، والقطاعات، والإعلام النزيه، وعدد من المسؤولين، حول سامي الرشيد، ليس باعتباره شخصًا، بل رمزًا للإصلاح والإرادة المستقلة. فانهارت المؤامرة قبل أن تُعلن رسميًا، وبدأ مدبروها في لملمة أوراقهم ومغادرة المشهد بهدوء مخجل.
*أوهن من بيت العنكبوت*
ظنوا أن الاجتماعات المغلقة تصنع قرارات مصيرية، لكنهم نسوا أن الشفافية لا تُهزم. نسوا أن العيون التي تراقب ليست من داخل الغرف المغلقة بل من ميادين الحجيج، ومكاتب الوكالات، وألسنة الحجاج. هناك حيث يُقاس النجاح الحقيقي.
*الرشيد لم يُهزم لأنه لم يخن*
إن أكبر درس في هذه المعركة العابرة، هو أن من يعمل بصدق لن تسقطه أجندة، ومن يزرع ثقة الناس لا تقتله خناجر الطعن من الخلف. سيبقى سامي الرشيد، وأمثاله، شوكة في خاصرة من يظنون أن المؤسسات مزرعة خاصة. وسيمضي في طريقه ما دام ضيوف الرحمن يشهدون له لا عليه.
*فرتاك حافلن*