*كلمبس..انسرب من بيننا كالنسمة*

سنجة:حامد النعيم
اخر لقائي بالحبيب الزميل الصادق ادم (كلمبس)كان حين عودته من رحلة علاجية بالخرطوم لمرض غير محدد ولا مشخص مرض كامن صامت غدار أعياه وانحل جسده لكنه لم يضعف روحه المعنوية ولم يطفئ أمل عينيه التي تفضح ما بداخله ولم يخفي ضياء بسمته المرسومة علي وجهه البشوش. وتجاذبت اطراف حديث عاجل مع الغالي كلمبس لألحق بعربة مسافرة لسنار وهممت ان أودعه واعانقه وأحسست أني اهرب من وداعه وانتابني احساس غريب فكررت سؤالي عن صحته والعلاج ومددت له يدي فأمسك بها(يقدمني)واتجهنا نحو بوابة الهيئة حتي وصلنا العربة ..فقال لي مع السلامة ..وقلت له مع ألف سلامة وان شاء الله ما اخر وداع وترجع بالسلامة فردد ان شاء الله ان شاء الله ..وافترقنا وسافر هو لمواصلة العلاج ولم نلتقي بعدها….. ويوم رحيله المؤلم الصادم قرأت النعي ولم استوعبه ..قرأت انه في العناية المكثفة ثم انه فارق الحياة في ان واحد ..وكأن من ارسل انه بالعناية المكثفة اراد ان يهيئنا لتقبل الصدمة وتلقي النبأ المحزن الموجع ولفنا الحزن بالسواد وتلاقينا نكتب الكلمات بالدموع والدم نعزي بعضنا ونعدد مااثر الصادق الصديق الصدوق الذي عاش
بيننا يتصدق بالبسمة وفارقنا بهدؤ وانسرب من بين ايدينا كالنسمة..العين تدمع والقلب يحزن وانا علي فراقه لمحزونون محزونون ولا نقول الا ما يرضي الله..انا لله وانا اليه راجعون.. حقا الموت نقاد يختار الجياد. فكم ضحكنا معك وفرحنا بك الحبيب الراحل الغائب الحاضر كلمبس واليوم نبكي منك عليك..وطيف ابتساماتك تمزقه الدموع.. لك الرحمة والمغفرة ونسأل الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة ويدخلك عليين مع الصديقين والشهداء ويجعل البركة في ذريتك ويحفظهم ويتولاهم ويلهم اسرتك الصبر وحسن العزاء.