رضا باعو يكتب..كاد المعلم أن يكون رسولا

عز الهجير
وانا اقلب صفحات هاتفي الذكي صباحا فإذا بخبر عن اليوم العالمي للمعلم والاحتفاء به في كل أنحاء العالم جالت بخاطري أيام الدراسة في مدرسة القوز (٢) الابتدائية بنين والتي تحول اسمها لاحقاً لعمار بن ياسر وهي من مدارس الخرطوم الباذخة التي تعطي طفلك كل الممكن وبعض المستحيل.
تذكرت ذلك وأنا أذكر أستاذنا المربي الفاضل الأستاذ كمال عبدالقادر حفظه الله وعافاه بعد انهك المرض جسده فهو الذي بذل عمره العامر في تربية وتعليم النشء،وعندما نذكره لانه حقق فعلا اسم وزارة التربية والتوجيه عملا وجسده علي أرض الواقع وذلك من خلال غرسه الطيب فينا فقد كان أستاذنا ومعلمنا الجليل يحثنا علي الصلاة بطريقة جذبتنا جميعاً أبناء تلكم المدرسة فقد كان وهو مشرفا علي طابور الصباح وما ادراك ماطابور الصباح في تلكم الفترة إذ كان من يذكر اسمه او ينادي عليه حينها واحد من إثنين أما مشاغب تجاوز حدود الأدب ومناداته في الطابور مع اربع من طوال وعتاة الصف السادس لرفعه وجلده علي الملأ حتي يعتبر الآخرين أو متفوقاً يتم تحفيزه بأن يتوسط الطابور الصباحي ويثني عليه أمام الجميع.
كان المربي الفاضل الأستاذ كمال شفاه الله يذكر اسم التلميذ وكنا حينها في بدايات حياتنا الدراسية في الصف الأول فيذكر اسم من يجده في المسجد المجاور للمدرسة في أي وقت من أوقات الصلاة فعندما يراك لايشعرك بأنه راك ولكنك تفاجأ ثاني يوم باسمك في الطابور الصباحي وهو ماحفز جميع التلاميذ على الحرص على أداء جميع الأوقات في المسجد الذي كان سبباً رئيسياً في ارتباطنا به حتي صرنا نداوم علي مجالس التلاوة عقب صلاة الصبح يوميا الأمر الذي ساهم في حفظنا لماتيسر لنا من القرآن الكريم.
كثيرة هي المواقف التي عايشناها ونحن خريجو المدارس الحكومية إذ لم يكن هناك مكان لمدارس خاصة فقد كانت الحكومة فعلا مهتمة بالتعليم والمعلم وليتها استمرت في ذلك ماكان للسودان إن يتدهور تعليميا وصحيا وأخلاقيا إن حافظت الحكومة سامحها الله علي جودة التعليم وكرامة المعلم باعتباره مربيا للأجيال وفعلاً كاد أن يكون رسولا.
نكتب في هذا اليوم بعد أن انقطعنا عن الكتابة وهجرنا الصحافة لأسباب وتقديرات خاصة بنا لكن نعود اليوم لنكتب عن المعلم لأنه يستحق وله دين كبير في رقابنا ،وحينما نكتب نأمل أن تعيد الحكومة للمعلم هيبته واعطاءه حقوقه إن رغبت فعلا في نهضة البلاد لان المعلم أساس وركن ركين لنهضة أي أمة في الدنيا فمن المستحيل أن تنهض أو تقوم لها قائمة بدون المعلم المدرب فالامم التي نهضت من حولنا لم تفعل ذلك بفعل سياسيها أو مطربيها أو لاعبيها وانما بالمعلم وجودة التعليم التي نأمل أن تنظر لها الحكومة بعين الاعتبار.
اكتب هنا واتمني من أبناء جيلي الذي درسوا في مدرسة القوز (٢) الابتدائية أن يطلعوا على هذا المقال ونعمل سويا علي تكريم أستاذنا ومربينا الجليل الأستاذ كمال عبدالقادر بجانب العمل علي مبادرة تسهم في إعادة الثقة للتعليم الحكومي وان يكون مدخلنا في ذلك رد الدين لجميع معلمونا ولجميع معلمي المدارس خاصة الحكومية واتمني إن نبتدر صندوق يمكن أن نسميه تحت مسمي رد الدين ويساهم كل منا بمايستطيع حتي نوفر بيئة للمدارس كتلك التي كنا عليها حينما كنا في فصول الدراسة.
التحية لكل معلمي ومعلمات بلادي في يومهم هذا ونسأله تعالي أن يكتب كل ما فعلوه لأجلنا في ميزان حسناتهم ونقول لهم أن الرهان عليكم انتم وحدكم في إخراج البلاد مما هي فيه الآن فانتم عماد الأمة والعمود الفقري لنهضتها فطبتم سالمين،وندعو لأستاذنا كمال عبدالقادر بتمام الشفاء والعافية وأن يعود أكثر قوة ومنعة.