خليل فتحي يكتب..ماذا يجري خلف الكواليس؟
من المعروف لكل مسرح كواليس وهي الغرف الخلفية التي يتم فيها تبديل الملابسزواكسسوارات الممثلين او كاست العمل. ويتم فيها المكياج واستخدام المساحيق التجميلية لتبديل وتغيير الملامح لتتسق مع الدور الذي سيلعبه الممثل. ويكون مخرج العمل عينه علي الكواليس ويراقب بدقة حركت الممثلين وطريقة لبسهم ويبدا باصدار التوجيهات لخروج الممثلين حسب ادوارهم في الخروج لخشبة او دكة العرض والمخرج الجيد هو من يملك زمام ورق سيناريو العمل….
هذه المقدمة سقتها لانها تشبه حالنا في السودان نحن الشعب متواجدين علي خشبة مسرح الحياة. وننتظر الستارة الي ان تفتح…. ولا ندري عن كواليس العمل اي شي… ولا ندري ما يدور هناك… في كل احداث الحياة.. سواء في المركز محل مصدر القرار… او في الولايات محل انزال سياسة المركز.
ونحن نجلس علي مقاعد صالة العرض المسرحي.. دخلنا ولا نعرف اسم المسرحية…. ولا نعرف من الممثلين وشخوص العمل المسرحي.. ولاحتي نعلم متي سيفتح الستار.
وسنظل جلوسا الي ان يموت كلنا في مقعده.. نتنفس الصعداء تارة… ونوقد لفافات التبغ… ونستمع لفرقعات حبات (التسالي).. من افواه ال منتظرين مثلنا…..
وبعد كل خمس دقائق يذيع المذيع الداخلي للمسرح بان المسرحية علي وشك ان تبتدي… ونتلفت نحن كاهل (طرواده)… في هبل عجيب
ويستمر الحال ومخرج المسرحية منهمك مع كاست العمل… لانه هناك مشهد في المسرحية لابد ان يخرج فيه احد الممثلين في كاست العمل يخرج ليقف علي خشبة المسرح دون ملابس… وكلهم رفضوا ذلك وهو منذ فترة طويلة يقنعهم بذلك… ويقول لهم ان العمل المسرحي هو تجرد وفيه نكران للذات… وفيه خدمة للمجتمع…
المخرج الان داخل غرفة الكواليس اشعل لفافة تبغه وانتحي بعيدا وهو يقنع نفسه بان يتولي دور الممثل الذي سيخرج (عريان) ليقف علي خشبة المسرح… مع العلم ان صاحب هذا الدور هو صاحب البطولة المطلقة للمسرحية….
الم اقل لكم
نحن لا ندري ماذا يجري في غرف الكواليس…..
ونلتقي