محمد خبير يكتب..إذا الشعب يوماً..

خرجوا كالحجارة الكريمة من أصداف طغمة غاشمة باطشة شعوباً وقبائل وزعامات آمنوا أن الإستقرار المجتمعي يكمن في ذهاب هذه الحكومة التي إستباحت الدماء الذكية والأرواح البريئة وجلست القرفصاء حيال المجازر التي تمت بحق الإنسانية.. فكان موعداً أخضراً مع إكتوبر الأخضر الخالد فكان رفضاً رصيناً قوياً وصارخاً لا تخالجه دعاوى الشك والخوف.. فكانت إنتفاضة شعب
مكونات السلطنة الزرقاء ضد حاكم أدمن حياكة المؤامرات بليل بهيم ونسج خيوط الفتن بدقة متناهية النظير فكان بئس الطالب والمطلوب ضحايا وأبرياء سُفكت دماؤهم بدم بارد يضاهي برودة صقيع الشتاء.. سالت الدماء.. كماء النيل الأزرق الفياض..!
لأن شعب النيل الأزرق أراد الحياة فكان القدر مجيباً لدعواتهم تلك.. فخرجوا زرافات.. ومن كل حدب وصوب.. خروجاً عفوياً مغاضباً من جراء مجازر إنسانية مُورست على شعب أعزل لا يملك سوى شجاعته وبسالته التي في الصدور.. فكان النصر على طاغية ظن قوته وجبروته أقوى من إرادة الشعب السناري..!
الحادي والعشرون من إكتوبر هو يوم الثورات ضد الطغاة الزائلون.. كان يوماً للجسارة والشطارة.. والبشارة.. والتلاحم الشعبي بين المكوك والنظارات وشعوبهم.. طوّق المدينة حشوداً غفيرة غاضبة ملأ قلوبها آسىً وجراحات.. وذرفوا دموعاً ثخينة حزناً لرفاق وأطفال ونساء تفرقت دماؤهم بين فتنة قبلية أوقد نارها حاكماً للفتنة وليس لمواطنين ورعايا.. فكان الخروج من عمق الجراحات إلى صوب الشموس في معركة الكرامة والإنعتاق من براثن الحركة الشعبية جناح عقار
التي نقلت أوار حروباها وقتالها من أدغال الغابات وأحراشها نحو مدن تنام ملء جفونها.. فكانت الحرب التي قضت على أخضر ويابس كل مكونات السلطنة الزرقاء وهزمت الإستقرار شر هزيمة فكان الذعر والخوف في كل مكان.. جراء إتفاقية أوردت السودان وشعبه الهلاك والدمار..!
تلك الحشود التي خرجت شاهرة هتافها أن لا مكان لحكومة العمدة في أرضٍ يسكن على ظهرها أناساً طيبون.. بريئون.. ومسالمون.. لا يعرف الشر طريقاً إلى قلوبهم العامرة والزاخرة بالتعايش والتصاهر على مر العصور.. فكانوا في ذمة الحاضر وصية.. شاهدة التواريخ والسير.. فكانت السيرة والسريرة والمسيرة..!