كنت هناك.. العلقاية … سحابات هموم

العلقاية:اخلاص الهادي
اكثر من واحد وثلاثين الف لاجئ جمعتهم الخيام في معسكر العلقايا للاجئين دولة جنوب السودان
ويلات الحرب والصراعات القبلية كانت سببا لفرارهم وهروبهم من الوطن والارض وترك وراءهم ذكريات البيوت الدافئة والاستقرار الأسري والزراعة والمرعي وإسكات صوت جرس الصباح لطلاب المدارس ..
بدأت الرحلة الشاقة بالخوف والوجل والإحتياج لابسط حقوق الإنسانية من مسكن ومأكل ومشرب
وبدات رحلة البحث عن مكان آمن في الوطن الام الذي غادروه انفصالا وتحديدا لمصيرهم بإقامة دولة جديدة تحقق الاحلام والطموحات التي طالما كانت امنيات ترواد مخيلة معظم مواطني دولة جنوب السودان
فمن كرم السودانيين وتسخير امكانيات الاحتواء والايواء في مساحة تعد زراعية لملاك سودانيين توصلت الحكومة مع الاجهزة الامنية بان تحدد موقعا يمثل الملاذ الآمن للاجئين دولة جنوب السودان
فكان معسكر العلقايا هو الملجأ الذي بدأت من خلاله رحلة اخري تحمل معاني مختلفة وأحاسيس متباينه واوجاع جديدة ومؤلمة
محاولة تساعد اطفالا ونساءا لايستطيعون ان يفهموا ما تركوا خلفهم وما يريدون من الواقع الجديد شيئا سوي التفكير في ان يبقوا علي قيد الحياة كان هو الهدف الاساسي للتواجد في المعسكر
ولا تزال الاحتياجات الصحية والإنسانية في مخيمات اللاجئين كبيرة بالرغم من دعم المنظمات واهتمامها ومواصلة تقديم المساعدات للاجئين وللمجتمعات المحلية المستضيفة.
وهنا تظر التحديات في المخيمات واضحه فلم يكون الغذاء والإيواء فقط ما بحث عنه اللاجئين
فالمياه والبيئة النظيفه والبحث عن فرص عمل جديدة وتوفير درع للحماية من صعوبات وتحديات جديدة اعتبرها معظم سكان المخيم هدف آخر خلاف الاستقرار .
وتظل المعاناة والأسي يكسو وجوه اللاجئين لكن تحفظهم واحترامهم للحياة بصبر كانت هي الداعم النفسي لخوض معركة اللجوء
نعم انها معركة مختلفه
معركه مع النفس بين الرفض والقبول والاحساس بالغربه والامان
معركة كشفتها الوجوه والملامح
تضحك الوجوه وتعلو الابتسامة الجبين وتنفرد الشفاة راسمة املا مدفونا في حنايا القلب بان غدا سيكون أفضل وان الاحلام لابد ان تتحقق وان تذهب سحابات الهموم بعيدا عن الاطفال ..
فهناك من لا يدرك متي انجبته امه ولماذا لم يكن له ميلاد وتسجيل وبيانات تضمن له العيش الكريم ويمارس حقوقه الاساسيه من تعليم وغيره وان يضمن حق الحياة بدون قيود في مجتمع حتي ولو كان مضيفا .