أخبار عاجلةرؤي سياسيةمقالات

فساد الجميع

*الاعداد الكبيرة من المواطنين الذين نزحوا من الخرطوم عقب حرب ابريل يؤكد حقيقة اهمال الدولة السودانية للخدمات في الولايات طيلة السنوات الماضية مما جعل الملايين يهجرون مناطقهم بحثا عن الخدمات التعليمية والعلاجية التى افتقدوها في ولاياتهم. وهذا موضوع سنعود للكتابة عنه لاحقا.
*حسنا..ملايين الأسر هربت من نيران الحرب في الخرطوم لتصدم بنيران الجشع والطمع في بعض مناطق السودان وليس كلها.
*تخيل يامؤمن ان ايجار الغرفة المتهالكة في عاصمة الجزيرة قد يصل إلي أكثر من مائتين الف جنيه وان الشقق في مدني وصل بعضها الي مليار جنيه.وتتصور ان بعض تجار الأزمات ضاعف اسعار بصائعه وأصحاب الركشات أصبحوا يتمنون اسعار مشاويرهم وان كل شي ارتفع سعره للنازح الذي ترك كل ما يملك في منزله الذي قد يكون تعرض للقصف العشوائي .
*أكثر مايحيرني في هذه الحرب أنها ومنذ الاسبوع الثاني لها ومطار بورتسودان يستقبل عدد من طائرات الإغاثة المحملة بالمواد التموينية والمعدات الطبية والأدوية العلاجية ونازحي الخرطوم لم يروا شي من هذه الاغاثات.
*هذى الحرب كشفت لنا الكثيرين من ضعاف النفوس ليس بين المواطنين فقط وانما حتى بين المسئولين الذين انعدم ضميرهم وهم يحزنون إعاقات العالم والمواطن في حاجة لهذه الاغاثات وهناك سؤال يتبادر الي أذهان المواطنين وهو اين ذهبت الاغاثات التى جات من الدول العربية والغير عربية؟اين ذهبت السلال الغذائية التى جات من الأشقاء العرب لنازحي حرب الخرطوم؟واين ذهبت الطائرات القطرية التى جات محملة بالأدوية لعلاج نازحي الخرطوم؟
*اسئلة عديدة لا تحتاج الي اجابات فقط وانما تحتاج إلي محاسبة مسئولي هذه الاغاثات التى كان يفترض أن يستفيد منها مواطني الخرطوم الذين تركوا منازلهم خوفا من نيران الحرب.
*هل تعلم يامؤمن ان بعض ولايات السودان لم تري اغاثات المنظمات والدول العربية؟وهل تعلمون أن نازحي أحدي الولايات لم يجدوا سواء عيش فتريته وعدس ورطلين زيت فقط ،وان الأسرة التى تتكون سبعة أفراد تمنح ناموسية واحدة وبعض الناموسيات توزع على مواطني تلك الولاية ؟
*الفساد الذي كشفته هذه الحرب ليس وسط القيادات فقط وانما حتى المواطنين فاسدين لذا قلنا أن سودان مابعد ابريل سيكون مختلفا لأن هذه الحرب لن تنهي الدعم السريع فقط وانما حتى الفاسدين وضعاف النفوس.
*غدا سنكتب عن الدور السلبي لمفوضية العون الإنساني التى لم يكن لها دور حتى الآن في هذه الوضع وهي تري معاناة نازحي الخرطوم وهم يعانون الأمرين.

زر الذهاب إلى الأعلى