أخبار عاجلةمقالات

انس عبدالرحمن يكتب..الي البرهان .. ادرك مياه القضارف

 

واهم من ظن ان مشروع الحل الحذري لمياه القضارف مشروع متواضع و بسيط او ان الارادة السياسية العليا بالدولة صنفته احد المشروعات الحيوية منذ نعومة اظافره ابان حكومة البشير رغم الموارد المحلية الرسمية و الشعبية و الاتحادية بما تضم من مؤسسات ايرادية من لدن وزارة المالية و اللشركات و الهيئات و التعدين مرورا برئاسة الجمهورية و المؤسسات الاقليمية التي حشدت امكانياتها المالية و اللوجستية لانحازه و ظلت الحكومات من ( الانقاذ و الانتقالية ) الي الحالية تراود اهل القضارف باكماله بين الفنية و الاخري و تدغدغ مشاعر الغلابة بالحلم المستحيل و كلما لاحت في الافق بشريات انفراج الحل لطي الملف الذي عجزت تحقيقه و تعطلت انشاءاته

و توقفت عند نسبة ال 96 % رغم الامكانيات المالية من محلية حكومة و شعبية نفير و تبرعات اهل القضارف بالداخل و الخارج و دعم اتحادي رئاسة الجمهورية و المالية و الطاقة و التعدين و واجهات مالية اقليمية قرض بنك التنمية الاسلامي بجدة مع ذلك مازال الحال كما هو عليه .
فما يدفعني بالغلظة علي مؤسسات الدولة في هذا التوقيت و راهن الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد و حرب الكرامة في نهاياتها و بشريات تقدم القوات المسلحة السودانية و الاجهزة النظامية الاخري و المشتركة و المستنفرين في الخطوط الامامية تنجز مهامها بكل دقة و تقدم الغالي و النفيس ليعود الوطن افضل مما كان عليه قبل تمرد ابريل هو ان كل الولاة الذين تعاقبوا علي ولاية القضارف يتدافعون بحماس مندفع و يمنون المواطن بانجاز هذا المشروع فعلها العميد امن شمت و خبأت جزوة حماسه و سلك مسلكه الراحل اللواء ركن محي الدين عقب الثورة و انشغل بمجريات الاحداث رغما انه و هو الان في عالم البرزخ و اتي اللواء ركن نصر الدين عبدالقيوم و احسب ان الرجل جاد في مسعاه و كان قليل الحديث الا ما دل و قل اي بلغة الجيش ( البيان بالعمل ) الا انه ذهب بعد قرارات تشكيل الحكومة المدنية و جاء الوالي المدني دكتور سليمان و ليته لم يات وعد كغيره بانهاء ما تبقي من هذا المشروع الا انه فشل ثم جاء الولاة المكلفين ابرز من حاول جاهدا في الملف محمد عبدالرحمن و في عهده تشابكت و تشعبت و تداخلت المسؤليات و بنود و خطط سير العمل في المشروع و اختلط الحابل بالنابل و كادت الامور تودي بصراع يفتت مجتمع الولاية المستفيد من المشروع و جمدت خطوات متبقي مياه القضارف و عاد الوضع علي ما كان عليه في سبعينيات القرن الماضي و معاناة الناس عن ( موية الشراب ) لا سيما مع بدايات شهر مارس شهر الكوارث كما يطلق عليه اهل القضارف .
عقب تكليف الفريق ركن محمد احمد حسن واليا سعي الرجل لاكمال المشوار جنبا الي جنب مع حالة الحرب يد تحمل البندقية تدافع عن الارض و العرض و الممتلكات و اخري تبني و تعمر و هذا قمة العطاء و الجهاد و حسنا فعل الرجل الا ان هذا المشروع كما اسلفت عاليه لا يحظي بتوفر ارادة داعمة من قيادات الدولة العليا لينحز و الا لما وصل الي تاريخ اليوم و هو المشروع الذي قدر له التمام و الاكتمال في غضون 18 شهر الي عامين كاقصى مدة زمنية من بدء التنفيذ ابان حكومة الضو الماحي بعد ان اعلنت الحكومة الاتحادية وقتها العام 2014 م عاما للمياه اي قبل احد عشر عاما تقريبا عندما بدأ العمل الفعلي بمضرب المياه من جسم بحيرة سدي اعالي نهري عطبرة و ستيت لتغذية مياه القضارف بسعة ( 70 ) الف متر مكعب من المياه يوميا كمرحلة اولي .
و تعهدت وزارة المالية الاتحادية العام المنصرم بسداد متأخرات المقاول الصيني و كذلك تعهد نائب رئيس مجلس السيادة بتذليل العقبات لاتمام المشروع الا ان شيئا من هذا القبيل لم يحدث و لا يوجد اي اختراق فعلي في انفاذ ما تعهد او قرر في الملف .
رغم ان ما جمعه اهل القضارف من الخيرين ظل مجمدا حتي عهد قريب قبل نشوب الحرب هذا غير التعهدات من الهيئات الاتحادية و الشركات بدفع مبالغ دولارية للمشروع فنسمع ضجيجا دون ان نري طحين .
معالي رئيس مجلس السيادة و القائد الاعلي لقوات الشعب المسلحة السودانية الموقر ان اهل القضارف ينتظرون انجاز هذا المشروع كانتظار الشعب السوداني قاطبة باعلان النصر و انهاء التمرد و عودة اهل الخرطوم و مدني الحبيبة و عودة الحياة لطبيعتها بفاشر السلطان و ام روابة و رهد اب دكنة و استقرار جميع اجزاء السودان الغالي .
ندرك تماما الوضع و الواقع الذي فرض علي الامة السودانية له حيثياته و ترتيباته و قراءات غير ايام السلم و الامان و ميزانية لها اولوياتها و نعلم تمام العلم المسؤلية التي علي كاهل الحكومة كبيرة و التحدي امامها اكبر من ايراداتها الا ان عزيمتها اقوى و حاجة شعبها و مواطنيها اولي اولوياتها و ضرورة الراهن تحتم علي كل مؤسسات الدولة ان تعمل بتناغم و رؤية موحدة و يتطلب و ان نضع ايادينا متشابكة لتقوية اللحمة و بناء الوطن و ان هذه الغاية لا تدرك ان لم نعلي قيمة الوطنية و نعمل علي ان كل احزاءه لنا وطن و محاسبة كل من يخفق فيما اوكل اليه من امر الرعية التي لم تبخل علي الدولة بشيء من غير ريبة او شك او خذلان و وقفت في خندق واحد و التحمت مع قواتها المسلحة و ظلت تردد طيلة العشرون شهرا من بدء التمرد و العدوان علي الدولة السودانية ان جيشا واحد شعبا واحد في تمازج و انجذاب فريد و كل الولايات الامنة استقبلتو اوت اهلها من الولايات التي ذاقت ويلات العدوان المليشي و خرجت بما تجود رغم ضيق ذات اليد من غير من و لا اذي و ولاية القضارف واحدة من الولايات التي ضمت بحنانها علي اهل الخرطوم و من بعدهم اهل الجزيرة و سنار و هل جزاء الاحسان الا الاحسان .
لا اريد ان ادلف الي كشف المستور من ارقام المشروع لان ذلك ليس محجوب عن قيادات الدولة و لكن ان من ضروريات حال كثير من المشروعات الحيوية في بلادي المراجعة و التدقيق في كبري المشروعات الحيوية و محاسبة كل من ساهم في تعطيلها رغم المبالغ المالية و الميزانيات الضخمة التي صرفت و انفقت لانجازها و ما يرجي ان تسهم به هذه المشروعات من نهضة و طفرة اقتصادية و مدنية و حضرية جراء قيامها او هكذا خطط لها و للمحافظة علي المال العام و مكتسبات الشعب من البني التحتية للدولة السودانية ندعوا سيادتكم و نلتمي منكم التحقيق مع ادارة السدود في امر مشروع الحل الجذري لمياه القضارف و الجهات الاتحادية ذات الصلة بالمشروع و التشديد علي اكماله و اتمامه و التزام الوزارات الاتحادية و الهيئات بتعهداتها التي تعهدت لصالح اكمال متبقي اعمال المشروع

و ضرب فترة زمنية محددة لانفاذ الامر اذ لم يتبقي من المشروع سوي 4 % اتعجز الحكومة في توفير ما يلزم لاتمامها او يترك سدي ما نفذ ليتهالك بالتقدم و الاهمال دون ان يستفيد منه انسان الولاية الم تتفق الدولة من ميزانيتها مبالغ طائلة لنسبة ال 96 % المنفذة و ان عدم اتمام المشروع خسارة فادحة في المال و الجهد و اهدار للوقت و الموارد .
اما والي القضارف المكلف الفريق ركن محمد احمد حسن فعليك تقع المهام الكبري و المسؤليات الجسام فان ابقاء وزارة المالية بشكلها القديم علي ولاية المشروع فهذا اخطر من تربص المليشيا بالولاية من العام الماضي ندعوك بتشكيل لجنة من الكفاءات و الخبرات من وزارة التخطيط ممن يشهد لهم بالنزاهة و العطاء و حب الولاية لجنة من غير حوافز مالية او نثريات حتي لا تنبثق منها لجان اخريات فالمشروع اولي بالصرف من الحوافز و النثريات و ان تم انجاز ما يصبوا اليه

فلكل حادثة حديث وقتها يمكن ان تكرم و تحفز اللجنة و عليك بالجلوس مع كل اصحاب المصلحة من قري وسط القضارف فلهم حق اصيل و الحقوق لا تتجزأ .

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى