مفضل حفيد المقدوم غير المتآمر في المخابرات العامة

إعداد: رضا حسن باعو
ربما ساهم الإرث الاجتماعي والبيئة التي ولد فيها الفريق أحمد إبراهيم علي مفضل في تكوين شخصيته التي تتميز بالهدوء والصبر والقوة حينما تدعي لها الظروف.
تعقيدات وظروف عصيبة ظل يعمل فيها الرجل من خلال المناصب التي تقلدها في مسيرته في العمل العام لكنه استطاع أن يخلق لنفسه كاريزما ميزته عن غيره من انداده وهو مايتضح في طريقة إدارته للملفات التي يتولاها.
بيئة وأسرة متميزة عاش بينها مفضل عشقت التعليم وتمسكت به ونالت حظها منه وواصلت في المسيرة حتي تبوأت درجات وظيفية عليا.
المولد والنشأة…
ولد مفضل في العام (١٩٦١) بمنطقة كبم بولاية جنوب دارفور في أسرة لها إرث كبير حيث ترعرع في بيت مقدومية حيث كان جده مقدوم وكذا الحال والده ماساهم ذلك في تشكيل حياته.
درس مفضل مراحله التعليمية في جنوب دارفور، وبعد امتحانه الشهادة السودانية في العام (١٩٨٠) غادر للدراسة بجمهورية مصر العربية حيث درس التجارة في جامعة الزقازيق، وتخرج فيها في العام (١٩٨٥) ثم عاد للبلاد.
أولي وظائفه….
عين مفضل عقب تخرجه من الجامعة في الوكالة الإسلامية ومنها عمل في منظمة الدعوة الإسلامية بمسقط رأسه في ولاية جنوب دارفور، وبعدها عين مبعوثا للمنظمة في تنزانيا ويوغندا.
الالتحاق بجهاز الأمن ….
التحق مفضل بجهاز الأمن الوطني حينها في تسعينات القرن الماضي وتولي عدد من الإدارات من بينها المخابرات الخارجية وإدارة الأمن الاقتصادي وتدرج إلي أن وصل منصب نائب المدير العام،ومن ثم عينه رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان مديراً لجهاز المخابرات العامة في نوفمبر من العام (٢٠١٩) خلفا للفريق جمال عبد المجيد، الذي أحيل للمعاش.
مفضل واليا لجنوب كردفان….
في ظل اشتداد ثورة ديسمبر وارتفاع الاصوات الداعية بإسقاط النظام السابق الذي كان يقوده المشير عمر البشير اختير مفضل ليتولي منصب والي جنوب كردفان في مارس من العام (٢٠١٨) وذلك حينما قام البشير بتعيين ولاة من العسكريين لكل الولايات قبل سقوط حكمه، وهي الفترة التي تولي خلالها رئاسة حزب المؤتمر الوطني بالولاية طبقاً لما كان معمولا به حينها.
مفضل الإسلامي الهاديء….
طبيعة النشأة والبيئة التي ترعرع ونشأ فيها مفضل جعلته ملتزماً دينياً خاصة وأنه خرج من بيت مقدومية لذلك لم يكن مستغرباً أن ينضم للحركة الإسلامية،حيث قال مقربون منه أنه كان إسلاميا هادئا مختلف عن إخوته وانداده فهو قليل الإنفعال كما يصفونه بأنه غير متآمر، ويفعل ما يقول.
حضور في معركة الكرامة….
يعتبر مفضل قليل الظهور الإعلامي خاصة في ظل الحرب التي تعيشها البلاد وظل يعمل ويخطط وفقاً لمنهجية ورؤية بعيداً عن الضوضاء والصخب الإعلامي،ويدير ملفاته عبر مساعديه في الإدارات المتخصصة ماجعل جهاز المخابرات العامة في عهده يحظي بقبول كبير خاصة وأن قواته تشارك بقوة مع القوات المسلحة في كافة المحاور وقدمت العديد من الشهداء والجرحى والمصابين.
العمل في ظروف ضاغطة…
أكدت حرب الكرامة الحالية أن مفضل يتميز بالقدرة الفائقة علي العمل في الظروف الضاغطة ويعرف كيف يدير ملفاته بقوة في احلك الظروف وفقاً لما قاله أحد المقربين منه الذي أكد أنه يتميز بمواجهة المخاطر الشخصية والمهنية بشجاعة وثبات نتيجة الطبيعة التي ولد ونشأ فيها،بجانب أنه يتقن فنون التعامل مع الآخرين بمختلف درجاتهم مع الحفاظ علي المؤسسية والاحترام والحزم والجدية عندما يتطلب الأمر ذلك.
مفضل في القيادة العامة…
كان ظهور مفضل في القيادة العامة رفقة رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عقب فك الحصار عنها لافتاً حيث ظهر في كامل زيه العسكري،وتفقد قواته في عموم ولاية الخرطوم مقدما لهم التهاني علي الانتصارات التي تحققت فضلا عن إسناده وإعلانه دعم ولاية الخرطوم التي تعرضت لتدمير ممنهج في بنياتها التحتية وذلك من خلال لقاء جمعه مع والي ولاية الخرطوم عثمان أحمد حمزة خلال زيارته الأخيرة للخرطوم.
مفضل في بورتسودان..
أصبحت قاعة جهاز المخابرات العامة في العاصمة الإدارية بورتسودان ملاذاً وملجأ لعقد المؤتمرات والفعاليات ماينم عن انفتاح قيادة جهاز المخابرات العامة ممثله في مفضل علي الجميع حيث تتوفر البيئة المثلي داخل القاعة التي كثيراً ماتشهد الفعاليات المختلفة.
وتقول مجالس المدينة في بورتسودان أن الرجل يتحمل ضغوطاً كبيرة خلافاً لمهامه كمدير لأهم جهاز في مؤسسات الدولة في هذا الظرف العصيب لكن داره ومكتبه مفتوح للجميع إلا من يأبي ذلك فكثيراً ماتابعنا زيارة العديد من الإعلاميين وكتاب الأعمدة ورموز المجتمع الذين يلتقيهم مفضل بصورة شبه راتبة مستمعا لهم ومتلمسا قضاياهم ومعالجا بعضها.