د.وليد شريف عبدالقادر يكتب..أيها المرافق أضربني لكن بقسو

📌📌 أمصال وإبر
💥💥 رئيس القسم الطبي بصحيفة ( *الإنتباهة* )
◼️ أيها المرافق أضربني
فأنا أستحقُ الضربات
فلقد أنفقتُ سنيناً
وأنا مهموم الأوقات
لم أرشفْ فنجاناً
في مقهى تحت الشجرات
أو ألعبُ(دافوري) عصراً
وأعودُ لأحضر لقطات
َ
وأتجول في الشاطئ ليلاً
تغمرني أبهج لحظات
أضربني هيا أضربني
فلعلي أزرف دمعات
تحكي عن ذلي وعن قهري
تحكي عن (طب) الويلات
(د.وليد شريف )
◼️نحن الأطباء كنا ومازلنا ملائكة الإنسانية ، إنسانية لم نتعلمها بعد الضرب من مرافق أو تهديد بشر،تعلمناها من دين حنيف وآهة مريض وبسمة شفاء وأعوام أنفقناها بين كد وتحصيل وأنفقها غيرنا مردداً مع الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي في رائعة الشاعر علي محمود طه الجندول (أنا مَنْ ضيَّع في الأوهام عمره).. أو كما أنفقها آخرون( جماعة كأس وإمراة.ٍ جميلة) وهم في حالة لهو متصل الفراغ يسلم قياده لهوى وعبث آثم كما قال نفس الشاعر في أبياته الشهيرة :
تُسائلني: وهل أحببتَ مثلي؟ وكم معشوقةٍ لكَ أو خليلَهْ؟
فقلتُ لها وقد هَمَّتْ بكأسي إلى شَفَتَيَّ رَاحتها النحيلَهْ:
نسيتُ، وما أرى أحببتُ يومًا كحبِّكِ، لا، ولم أعرفْ مثيلَهْ!
فقالت: ما حياتُكَ؟ قلتُ: حُلْمٌ من الأشواقِ أوثرُ أن أُطيلَهْ
حياتي قِصَّةٌ بدأتْ بكأسٍ لها غنَّيتُ، وامرأةٍ جميلَهْ!!
◼️فأنت لا تعلم أيها المرافق أن حياتنا كانت ومازالت عند المستنيرين والمستبصرين منا وكما- يُقال- مازالت أمل.. يلازمها عمل.. يُفارقها أجل ، سؤالي إليك أيها المرافق : لماذا تكبلني بقيد الإنسانية وأنت متحرر من أسره في تعاملك معي..فوجعي يمتد كما يقول نزار قباني (وجعي يمتد كسرب حمامٍ من بغداد إلى الصين) على طبيب يعمل 48 ساعة وبعد خروجه تأتي أم بطفل موفور الصحة وعليه ملامح شيطنة وتقول لك بلهجة آمرة: يادكتور ولدي دا عيان ومتضايق شديد أرجع شوفو لي طبعاً لو قلت ليها أنا سلمت الوردية وشافعك دا ما حالة بتاعت طوارئ والدكتور الاستلم يخلص من العيان المعاهو ويشوفو ليكي تسمع نغمة الطب دا مهنة انسانية وإنت والله ماعندك إنسانية ( وممكن تنضرب و بلا أدنى شفقة ولا أدنى إنسانية )..وبرضو وجعي يمتد علي طبيب جاري في الحوادث من بنك الدم.. لي ناس الإسعاف.. لي ناس الأكسجين القاطع.. و تلقاهو يفوت الوجبات (عشان كداس العيانين) ولمن تهدى الحوادث يقول ياكل حاجة بسيطة ويجي سريع يسمع موشح وين انت يادكتور ليه اتأخرت إنتو بتاكلو سمك ولا شنو، وأصلوا الدكاترة ديل بتوعين جرجرة ولو رديت (تنضرب بلا شفقة)
◼️فأيها المرافق إذا دخلت المستشفى وما لقيت حقن أو قطن أو شاش لا تفكر كثيراً أرمي غضبك نحوي ..واضربني،وإذا مريضك احتاج إلى عربية إسعاف وما أتوفرت بسيطة جداً ..أضربني ،وإذا ماشفت ليك عيانك وأنا منتظر أورنيك 8..أضربني..بس أنا خائف يوم تجي المستشفى وما تلقى دكاترة تفش فيهم قهرك وديونك وانعدام الكاش بعد تغيير العملة ، وطلوع الدولار الجمركي ونزولو. لأنهم ببساطة سافروا بره بعقد يحترم طبهم قبل إنسانيتهم.. سافروا عشان يمسكو اسرهم وناس ذوي القربى أولى بالمعروف.. سافرو عشان يدفعوا تكاليف مدارس أولادهم بي ضربك دا انت فتحت جروحهم وعرّضتها للعدوى بعد ما كانوا لفوها بشاش معقم ونسوها.. مشو خلاص مافيشين
لكن حاتلقاني أنا الدكتور اللسه قاعد.. قاعد مؤمل ينصلح حال الصحة المائلة في البلد دي ..عليك الله تعال وأضربني..لكن بس بي قسوة.
▪️وفي الختام حتى الملتقي أعزائي القراء، أسأل الله لكم اليقين الكامل بالجمال حتى يقيكم شر الابتذال في الأشياء .