الفريق البشوش

*في هذه الدنيا هناك أناس لايستاذنون في دخول القلوب بساطتهم وبشاشتهم تجعلهم “يتحكرون” في الوجدان ،لا تربطك معهم مهنة ولا جيرة ولا علاقة من قبل ولكن عند رؤيتهم تشعر وأنك تعرفهم منذ سنوات طوال.
*اليوم كنت في منبر سونا الذي استضاف محافظ مشروع الجزيرة وما انتهينا حتى امسك بيدي الصديق والزميل حافظ الخير وقال لي “اليوم عايزك معاي في كم مشوار” خرجنا من القاعة ولا اعلم الي اين وجهتنا الا بعد استغلينا وسيلة من لا وسيلة له “الركشة” وكانت وجهتنا رئاسة قوات السجون في وسط مدينة بورتسودان.
*هناك حيث المكتب “المضياف” رحب بنا مدير عام قوات السجون الفريق شرطة حقوقي ياسر عمر ابوزيد والابتسامة تملاء وجه وسلامه كأنه يعرفك منذ سنوات وانت غائب عنه ووجدك الان.
*عرفني به الاخ حافظ وبداء لي كاني اعرفه منذ سنوات وهو كذلك ،رغم إن معرفتي به كانت معرفة الصحفي لرجل قانون وهو في مركز القيادة ،والفريق ياسر لمن لا يعرفه فهو مدير قوات السجون الذي كان في سجن كوبر حين بداء التمرد في الخرطوم وظل مرابطا بكوبر لاكثرمن اسبوعين ودانات المليشيا تملاء سجن كوبر بيد أن الله حفظه هو ومن معه في تلك الأيام.
*وهو الرجل الذي أنقذ بيانات كل المساجين في تلك الفترة وهو الذي أنقذ المساجين من خطر الاعتقال أو القتل من المليشيا،وهو الشخص الذي أقسم أن مرحلة مابعد الحرب ستشهد تغيير كبير في البلاد.
*كان اللقاء وديا وليس به تصريحات صحفية ،ولكن مالمسته من الرجل يؤكد أن فترة مابعد الحرب سيكون العب كبير جدا على قوات السجون في إعادة الهاربين وإعادة أصحاب السوابق الذين اطلقتهم المليشيا في بعض سجون الخرطوم ومدني وسنجة الي جانب محاسبة كل المتعاونين مع المليشيا .

*حسنا إن المرحلة المقبلة تحتاج كثيرا الي امثال الفريق ابوزيد صاحب البشاشة واليد القوية ،ونسال الله له ولاركان حربه كل التوفيق والسداد.