د.بكري البلال بابكر يكتب..الشطيب تودع الشيخ البصري

…
الحمدلله الذي ألهج ألسنتنا بحمده وربط على قلوبنا بالصبر .. فلولا لطفه بنا لهمنا وتهنا من فرط الفراق الذي يعقب التعلق بأناس لهم الأثر البالغ في حياتنا وأناس قد جُبلنا على حبهم وتشربنا منهم أسمى المعاني وأنبل القيم التي رأينها بأم أعيننا وعايشناها مع المربي أبونا الشيخ البصري الشيخ الحاج موسى هذا الشخصية الفريدة التى يعجز اللسان عن التعبير عنها وتتوارى وتستحي الأحرف مجتمعه ببلاغتها وفصاحتها أن تتحدث عنها،،،،،
ولكن نروح عن أنفسنا بعض الشي فهذه القامه لا ينبغي لمثلي الحديث عنها ولكن لسان المحبة لا تحده الحدود ولا تقيده القيود،،،،،،
لا أريد الحديث عن زهده وورعه وصلاحه وعلمه وكرمه وتربيته لمن حوله وسلوك طريقه وغيرها من الفصائل فهذا لا يجوز فالحديث في مثل هذه الأمور تستوجب من المتحدث أن يكون قد ورد تلك الموارد وكرع منها حتى يعي هذه المعاني التي تتناسب مع الممدوح
ولكن حديثي دوماً لمن يعرف هذا الشيخ ومن لم يعرفه في فن من الفنون التي نفتقدها في مجتمعاتنا إنه يملك ملكه التعامل مع الأخر بكل رقي وزوق يلاطف الشباب ويمازحهم يتنازل لمن في سنه يرفع قدر من يكبره سناً وينادي العم بالعم والخال بالخال،، وإن كنت دونه عمراً لا يجردك عن إسمك ،،لا يتغابى ولا يتجاهل جلسائه يعرف الحقوق وينزل الناس منازلها ودائماً يقول لنا أكرموا عزيز قومٍ زل فالحديث
في الشيخ يستوجب مجلدات،،،، ولا أريد أن أفصح وأطنب عن أخر لحظاته الدالة على كمال ولايته وجمال ولطافة روحه ،وسمو قدره عند محبوبه المولى عز وجل الذي حببه في لقائه فناداه فلبى بكل شوق وعزٍ وفخار ولأنه كان لا يحب الظهور ويقول لنا( الظهور يقصم الظهور ) وكان لا ينسب لنفسه أي فضل ويرى نفسه دون الناس ورعاً وتواضعاً وإنكساراً لله الواحد القهار ولذا لا نبوح بما هو يسكر العقول ويطوف بالعقول في بحر الفناء ولكن ظننا في الله إنه حي في قبره بعث على الحالة التى عاش ومات عليها وهي ذكر الله ولسان حاله يقول لنا : كونوا مع الله يكن معكم ولا تطروني وسيرو بسيري وعلى الله لا تزكوني
فنسأل الله أن يبارك لنا في خليفته الشيخ الطيب فالإبن كالشيخ بل الكاف زائده ونبشره بأنه خلفه شموس وأقمار يستضاء بها نعم العون له والسند في رفع هذه الراية ومن خلفك المحبين والمريدين فالشيخ ترك لنا إرث عظيم وقلوب تفيض منها أنوار المحبه والوفاء والاخلاص والتفاني ألا رحم الله أبونا الشيخ وجعل لنا معه الإقامة واللقاء في دار الخلد مع سيد الرسل والأنبياء صلى عليه وسلم وبارك وأنعم سيدنا محمد النور الكامل وعلى اله وصحبه اجمعين……
رثاء في مولانا الشيخ عسى يريح القلوب من عناء الفراق
نظمت نثراً من وحي الحب لا بهوى نفسي وخاطري
وبداته بالحمد و الشكر لله في كل ليل وصبح باكر
وبانت لنا معالم شيخ ورث لحال أهل التقى والمفاخر
بانت اياته لكل المحبين كبدر التم لاح وتبدى للناظر
غوث تفرد في أحواله متشبها ً بالشيخ عبد القادر
خلوقاً صفوحاً عن أعدائه متواضعاً ليس بالمتكابر
عفيفاً قنوعاً بما أتاه وتجده دوما ً حامداً وشاكر
كريماً سخياً من غير تكلفٍ وللحق دوماً مظهراً وناصر
حليما عطوفاً لذوي الأرحام والفقراء وكل محب زائر
فالأسم يغني عن تعريفه فالشيخ البصري ظاهراً للباصر
رحمك الله يا أبي وأبي روحي فأنت بيننا لاشك حاضر
كنت خفيف الظل غير مكلفاً كالنسيم في يوم ماطر
طويل الباع سمح السجايا يفوح نداً ومسكا عاطر
إذا ناديته أو طلبته يلبيك ويغيثك ولأعدائك قاهر
وصلاة الله ربي وسلامه بعدما حُمد الله على المنابر
بها أبونا الشيخ والبكري وإخوانه بين المصطفى حواضر