من الدلنج.. رسالة عاجلة إلى رئيس السيادى

كل السودان يشهد حرباُ أشعلتها مليشيا الجنجويد وآل دقلو الإرهابية فتأثرت كل الأسر في كافة ولايات السودان و محافظاتها إلا أن الوضع يختلف تماما في مدينة الدلنج التي تحاصرها المليشيا من الإتجاه الشرقي و الشمالي و الحركة الشعبية من الإتجاه الغربي والجنوبي مما خنق المدينة التي أصبحت تتنفس من تحت الحصار وكل يوم يزداد الوضع سوء و تتنوع المأساة و المعاناة بين الضنك والفقر و الفاقه و الحرمان و صعوبة توفير لقمة العيش لكافة الشرائح المجتمعية و الألآف من النازحين والمجتمع المستضيف والعمال يلوكون الصبر ولا يسألون الناس إلحافا و يعيشون على عزة النفس و يكابدون من أجل البقاء وتقطعت بهم السبل ولا منجد .
مع هذا الوضع لم تستكين الدلنج المبادرة فقاومت الجوع و المرض و نقص الدواء بالمبادرات المجتمعية والشبابية بوفير الغذاء و الإيواء والعلاج و في مجال التعليم سعت لفتح المدارس ونظافتها وتهيئة البيئة المدرسية وتوفير المعينات والمطلويات التعليمية والوجبات للطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات و أستعدت منارة التعليم لإمتحانات دفعة ٢٠٢٣م لكنها تفاجأت بعدم وصول أرقام الجلوس والإمتحانات و حرمان الطلاب والطالبات من الجلوس للإمتحان قبل “٤٨” ساعة من بداية الإمتحانات و رصفاءهم في الولايات جلسوا مما زاد الحسرة في النفوس و أحبط الجميع في مدينة تتنفس بالعلم و منارة للتعليم و عاصمة الثقافة.
مع الأيام تماسكت المدينة و أستأنفت العملية التعليمية في المرحلة الثانوية لدفعات الأعوام ٢٠٢٣م و ٢٠٢٤م والصف الثاني ، لكن تفاجأت المدينة مرة أخرى وهي على حالة كفاف تام بأن رسوم الإمتحانات لدفعة ٢٠٢٤م بجنوب كردفان بلغت “١٥٠,٠٠٠” ألف جنيه و بعد إستفسار و إنعقاد إجتماع مبادرة مجتمع الدلنج لإسناد التعليم تبين أن الرسوم المقررة من وزارة التربية والتعليم الإتحادية تبلغ فقط “٧٥,٠٠٠” ألف جنيه تفاصيلها مبلغ “٥٠,٠٠٠” ألف جنيه رسوم الإمتحانات ومبلغ “٢٥,٠٠٠” رسوم إستخراج الشهادة ، إلا أن الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات والمجتمع بالدلنج مندهش من إرتفاع الرسوم إلي مبلغ “١٥٠،٠٠٠” ألف جنيه وكل الأسر غير قادرة على توفير هذا المبلغ و حتى وجبة الإفطار لأبنائها في المدارس . بعد تدقيق تبين أن زيادة الرسوم بنسبة ١٠٠٪ بجنوب كردفان جاء لمقابلة رسوم ترحيل الإمتحانات والإعاشة والتأمين وتوفير كل مستلزمات الإمتحانات في الوقت الذي خفضت بعض الولايات الآمنة الرسوم أو أضافت عليها قليل من الرسوم لتصبح بين ٦٥ – ١٠٥ ألف أو تزيد قليلا وقوفا مع الأسر التي أرهقتها الحرب و أصبحت لا تملك أي شئ وتكابد من أجل أن تعيش .
نقول إن الوضع بالدلنج لا يشبه ولا يقارن بولايات ومحافظات السودان ، مدينة محاصرة لأكثر من عام ولا تملك كل مقومات الحياة الكريمة ،فهي ليست كمحافظات المنطقة الشرقية التي لم تتأثر بالحرب كالدلنج التي تحتضن كل سكان محليات هبيلا ودلامي وبعض من القوز ، فضلا عن النازحين من الخرطوم والولايات والمجتمع المستضيف وجميعهم لهم طلاب وطالبات بالمرحلة الثانوية ولا يملكون الرسوم و عجزوا عن سداد مبلغ “١٥،٠٠٠” ألف فقط رسوم شهرية فرضتها مجالس الآباء لمقابلة إحتياجات المدارس .
مبادرة مجتمع الدلنج لإسناد التعليم قررت في إجتماعها يوم أمس بمخاطبة الجهات والمؤسسات الحكومية لمراعاة ظروف الدلنج بإلغاء الرسوم أو تخفيضها والمجتمع بالدلنج يرسل رسالة عاجلة إلي رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية والسيد الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إبراهيم شنتو عضو مجلس السيادة النائب لقائد القوات المسلحة وإلي الحكومة الإتحادية وبالأخص وزير التربية والتعليم و وزير الداخلية الفريق سايرين و وزير ديوان الحكم الإتحادي المهندس محمد كرتكيلا صالح بإعفاء طلاب وطالبات الدلنج من رسوم الإمتحانات لدفعة العام ٢٠٢٤م لما تواجهه المدينة من ظروف إقتصادية و إجتماعية وإنسانية قاهرة يصعب معها توفير الرسوم . و ما يواجهه الطلاب والطالبات والأسر من معاناة وضغوط وتعب ورهق في سبيل مواصلة الدراسة والتعليم لا تتحمله كل النفوس وإن كبرت ، ونقول التسرب من المدارس وصل لأرقام خيالية نتيجة عدم وجود كل شئ من أجل مواصلة التعليم ، لا زي مدرسي ولا وجبة مدرسية ولا حق الرسوم والطالب يذهب للمدرسة ليأتي نهاية الدوام ليفطر بالمنزل قد يجد أو لا يجد .
رسائل نأمل أن تقابل بالإيجاب من الحكومة في مدينة علمت السودان معنى الإنتصار على المليشيا عندما حققت أول هزيمة لحقت بالدعم السريع و سحقتهم عن بكرة أبيهم ، فالهمس في المدينة يقول لماذا تنسانا الحكومة الإتحادية وحتى الآن لم تصلنا اي إغاثة منذ بداية الحرب ونحرم من الإمتحانات وتزاد رسوم الإمتحانات للضعف.
و رسالة أخرى إلي كل أبناء الدلنج بمختلف دول العالم وداخل السودان عليكم بالوقوف مع أبناءكم وبناتكم في المرحلة الثانوية وإلا أصبحت هنالك كارثة تعليمية بدأت بحرمان دفعة ٢٠٢٣م وعدم مقدرة دفعة ٢٠٢٤م بسداد رسوم الإمتحانات ، الدلنج بلد النفير فهلموا إلي نفيركم و أنقذوا التعليم في مدينتكم.
*الدلنج… المحاصرة تستغيت*
*الدلنج .. المحاصرة تريد إستمرار التعليم*