بين العدس وبنكك
*قبل الحرب بفترة قصيرة والخرطوم حينها غير آمنة على من يحمل أموال وان لم تكن طائلة، أجبرتني الظروف على بيع سيارتي الشخصية وسألني المشتري وعلى وجه بعضا من الحياء..(ممكن احول ليك القروش بنكك)، قلت له هذا ما أريده فعلا فمن ذا الذي يجرو على حمل مبلغ زهيد في جيبه لينتفخ،فكيف لي بحمل مبلغ قد أفقد فيه حياتي.
*ثقافة التعامل الالكتروني لم يتقنها بعد الشعب السوداني ولكن هذا التعامل الان أصبح من الضروريات ،فالعالم كله يتعامل بالفيزا والكارت والتطبيقات البنكية،عدا السودان الذي لازال الكاش هو سيد النقاش ،مع العلم أن الاثنين كاش (النقد والحساب).
*وعند التمرد منذ يومه الأول أصبح تطبيق بنك الخرطوم “بنكك” هو المسيطر على للتعاملات المالية خاصة من دول المهجر للسودان في مناطق الحرب،لي أحد الأصدقاء ونحن نكابد في الخروج سالمين من الخرطوم قال لي “مع الحرب اجمل عبارة هي رقم بنكك وافضل لون هو الاشعار الاخضر “.
*في الحرب وقبلها أثبت بنك الخرطوم قدرة فائقة على إدارات أموال المودعين،وبداءواضحا من خلال الخدمات التى يقدمها حرص هذه المؤسسة على زبائنه من المواطنين ،وذلك من خلال تسهيل الإجراءات والمعاملات البنكية في ظل الظروف الصعبة التى تعيشها البلاد من حرب ونزوح ،وبداءواضحا العقلية الإدارية الفذة التى تدير البنك من خلال معالجة أخطاء الماضي والتطور الان وغدا.
*على المستوي الشخصي اعرف الكثيرين الذين لديهم حسابات في بنك الخرطوم ودفتر شيكات ولكنهم لا يزورون البنك مودعين أو ساحبين مستفيدين من تطبيق “بنكك” الذي أصبح العلامة الأبرز في الحرب داخليا وخارجيا،ومع تغير العملة الذي تم مؤخرا أصبح هذا التطبيق هو المسيطر على الكثير من حركة المال مما يجعله مسهم في أحداث استقرار اقتصادي من خلال التعاملات التى تتم عبره.
*حسنا ..من المؤكد أن العقلية التى يدار بهذا البنك تمتزج بالوان طيف النجاح الإداري ففيها الخبرات المعتقة بدورة المال وبها الشباب الذي ينبض حيوية في كيفية التعامل ..ومنها الذي يحظي بفنون الإدارة من الطراز الفريد ،فهذا الكوكتيل الإداري جعل من بنك الخرطوم يتربع على القمة ..ونجاح تطبيقه جعل البنك على لسان الجميع ..ومن طرائف هذا التطبيق أن أحدهم كان في زيارة للمملكة العربية السعودية واراد شراء غرض ما فقال لصاحب المتجر ممكن احول ليك “بنكك”..فضحك مرافقة وقال له انت في السعودية ياحبيب وليس السودان..
*بعد الحرب أصبحت أيضا من المقولات الشهيرة عنده النازحين “اثنان لن ينساهما الشعب السوداني في الحرب هما العدس وبنكك”.