أخبار عاجلةالاجتماعيمقالات

دهاليز الهلال الاحمر

*على الشاشات البلورية يظهر عند حدوث الكوارث الطبيعية أو الحرب متطوعي الهلال الأحمر وكذلك الصليب وهم يقدمون كل ماهو متاح من اسعافات أولية الي مستلزمات الايواء للذين يفقدون منازلهم.

*وهم كذلك يتدخلون لتبادل الأسري في الحروب ويقدمون العون المطلوب للنازحين والعفارين من نيرانها،وفي السودان كانت الحرب مختلفة ..والنزوح مختلف..والمعاناة واحدة للذين هربوا من نيران البندقية واصطدموا بجشع المدن الآمنة.

*هنا لا أريد الحديث عن شخص بعينه في جمعية الهلال الأحمر أو فرع محدد من متطوعي هذه ولكن ساسرد تجربتي المتواضعي وملاحظاتي في المناطق التى نزحت إليها وأسرتي تاركين خلفنا كل شي وسط ركام الخرطوم ..المدمرة فعليا ومعنويا.

*عند محطتنا الأولي في النزوح حيث أقصي جنوب الخرطوم – قري جبل اوليا- لم نري الشعار الاحمر الفاقع اللون ،وكذلك الحال كان في بعض قري الجزيرة التى اكتظت بالنازحين من الخرطوم ،وطيلة هذه الفترة مابين جبل اولياء الي الجزيرة لم نري ..سيارات الهلال الأحمر وهي تحمل المؤن للنازحين ولم نشاهد خدمات هذه الجمعية في ربوع بطن الجزيرة.

*أما في قرية الصابونابي وهي محطتنا الثالثة فكنا نشاهد العربات ذات الدفع الرباعي القوية وهي تجوب مدينة سنجة ولكن لم نري من الجمعية أي مساعدات،في القرية الهادئة، ربما يكون البعض قد وجد ولكن محيط ما اعرفه من النازحين في تلك القرية الساكنة لم نري هلال احمر.

*اخر محطاتي كانت عند المدينة الساحلية التى تعرف مجازا بعروس البحر الاحمر -بورتسودان- فعند وصولي وجدت التسجيل لمساعدة مالية وفعلت ذلك ولكن اسمي سقط ربما يكون سهوا أو غير ذلك. فهذا لا يهمنا كثيرا بقدر ما يهمنا من ملاحظات شاهدت بعضها وآخري سمعتها من بعض نازحي بورتسودان.

*عدد من النازحين اتصل بي شاكيا في عدم العدالة في التوزيع وبعضهم بداء ساخطا على أداء الجمعية في البحر الاحمر لأنهم لم يستفيدوا من الخدمات المفترضة تقديمهم لهم وهم مرهقين نفسيا وذهنيا وبدنيا.

*حسنا ..ما كشفته هذه الحرب في مؤسسات الدولة ومنظماتها وجمعياتها المختلفة يجب أن يقف عنده كثيرا،والاخفاقات ظهرت جليا في الحرب. وان كانت جمعية الهلال الأحمر قد أخفقت بعد اسمها الرنان فيجب أن تكون هناك وقفة ومراجعة في دفاتر هذه الجمعية أن كان في البحر الاحمر أو غيرها من الولايات ..ويجب أن يحاسب كل مقصر أو يقال من منصبه ويجب أن تراعي هذه الجمعية القيام بدورها كاملا مع شريحة النازحين. ويجب…ويجب. الكثير هو الذي يجب فعله خاصة في بوابة السودان الشرقية ،فهذه الولاية تحتاج القوي صاحب الخبرات في العمل العام ..تحتاج لرجل يعرف اين يضع قدمه قبل أن يخطوا شبرا واحد للامام..حتى ينصلح حال الهلال الأحمر في البحر الأحمر الذي يبدوا أنه يخبئ الكثير والمثير الذي سنكشف عنه في مقبل الايام بالمستندات التى لاتخطي..

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى