الإعلام الجديد

*قبل سنوات عديدة كانت الصحافة الورقية تحمل مصداقية مقبولة في نقل الاخبار “محليا” وترتفع هذه المصداقية في دول العالم الاول،ولكن مع التطور التكنولوجي فقدت الصحافة بعض بريقها ليستفيد العالم من تكنولوجي العصر وتتحول الصحافة الي إلكترونية ببعض الميز التفضيلية عن الورقية.
*في العام المنصرم وصل عدد المواقع الإلكترونية في العالم الي أكثر من ست وعشرين مليون موقع،منها تجاري وغيرها اخباري وخدمي،تقدم خدماتها للمواطن في كل العالم ،بيد أن السودان لم يستفد كثيرا من تطور الاعلام الجديد رغم كثرة المواقع الإلكترونية التى شهدها السودان مؤخرا.
*الاسبوع المنصرم كنت سعيدا جدا بالمشاركة في المائدة المستديرة التى أعدها مركز دراسات وأبحاث القرن الافريقي وكان موضوعها عن الصحافة الإلكترونية والتحديات التى تواجهها في السودان ،كانت فرصة جيدة للعصف الذهني بمشاركة عدد من الزملاء الأفاضل وقدمت خلال المائدة اوراق كانت مهمة جدا سعينا من خلالها بالخروج برؤية مفيدة للأعلام الجديد.
*اجتهد العاملين في المركز وعلى رأسهم مديرته الدكتورة فاطمة العاقب والاخ عثمان في تجهيز كل المعينات لتخرج المائدة بتوصيات يتم رفعها لخدمة الإعلام في العصر الحالي ومستقبلا.. والمركز يضع رؤية جيدة للإسهام في هذا التطور من خلال الدراسات التى يعدها باحثون مختصون الي جانب توفير التدريب المثالي الذي يخدم بلادنا في ظل الظرف الحالي من حرب ونزوح.
*الاوراق التى قدمها الزملاء الاعزاء د. طارق عبدالله والاخ السر القصاص وجدت تفاعل ونقاش مستفيض مما أسهم في الخروج برؤي قد تفيد كثيرا أن طبقت على أرض الواقع،كما كان لورقة جرائم المعلوماتية التى قدمها القانوني د. ادم السنوسي أهمية كبري للخروج بقوانين تسهم في ضبط وتنظيم النشر الالكتروني الذي قد يتضرر منه البعض بفوضوية في بعض الأحيان.
*ربما اتفق الجميع أن الطريقة التى تدار بها المواقع الإلكترونية في السودان لاتشبه الصحافة الحديثة التى تحولت إلي رقمية في العالم الاول وبعض دول الخليج حيث أصبحت الصحافة الرقمية هي المسيطرة على الميديا أما في السودان فإننا نحتاج للكثير حتى نطور من مقدراتنا في هذا النوع من الصحافة.
*ربما تكون من أهم التوصيات التى خرج بها الزملاء وهناك شبه اتفاق عليها هي ضرورة إضافة قوانين في مجلس الصحافة بعد تحويل اسمه الي المجلس القومي للأعلام باعتبار أن السودان الان ليس به صحف ورقية ولأتوجد به مطبوعات تذكر ،فتحويل الاسم يخدم الإعلام بصورة شاملة إن كانت صحف ورقية أو إلكترونية أو منصات رقمية ،بعد أن يتم ضبطها بقوانين معقولة بحيث لا تتعارض مع الحريات الصحفية.
*في اعتقادي الشخصي إن هذا الموضوع في غاية الأهمية ويحتاج للمزيد من الموائد المستديرة وورش العمل بمشاركة رؤساء تحرير وأصحاب مواقع إلكترونية للخروج برؤية مفيدة تصب في مصلحة الإعلام الجديد ..وربما نعود