أخبار عاجلةالاجتماعيمقالات

عباس العشاري يكتب.. دور الحكومة بعد انتهاء الحرب ورد الجميل للمغتربين 

تركت الموجات والدفعات الأولى من المهاجرين السودانيين بصمةً وانطباعاً حسناً عن مجتمعهم في مهاجرهم، وعن الرجل الشرقي المتمسك بهويته، الجاد في عمله، والمحافظ من دون تزمت، والمتكاتف مع زملائه.
ومع التطورات والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدها السودان، عبر الفترات المختلفة، لم يعد الاغتراب قراراً شخصياً أو نزعة فردية جزئية، بل صار التزاماً وتكليفاً يقع عادة على عاتق الابن الأكبر للأسرة من الطبقة المتوسطة، فلم تخل أسرة ومنزل في تلك الفترة من مغترب بعيد عنها، مما أوجد فراغاً إدارياً وتعليمياً واجتماعياً مخيفاً لم تلتفت إليه بشكل جدّي الحكومات المتعاقبة، الّتي كانت واقعة بين مطرقة الحرب الأهلية التي طرقت أبواب العاصمة وسندان الضغط الدولي والأزمة المالية.
وإلى اليوم، تظل معاناة السودانيين في المهجر مزدوجة، ما بين تعقيدات الهجرة والاغتراب وتحديات الاندماج والعمل والدور الحكومي تجاههم؛ معاناة يزيدها فشل إعلامي في التغطية وإيصال صوت المهاجر، وتردٍ للوضع الداخلي الاقتصادي/السياسي، يدفع المتبقين دفعاً إلى الانضمام إلى ركب المغتربين.
لقد أدى المغتربون مؤخراً تجاه وطنهم وذويهم دوراً كبيراً وفعالاً تحملوا من خلاله المسؤولية الوطنية القومية، وضحوا بالغالي والنفيس من استقبال لأهلهم في دول المهجر أو عبر التحويلات المالية إلى جانب الإسهامات في إحياء مبادرات التكافل والتعاضد الاجتماعي بإرساله للأموال والمواد الغذائية لتوفير الطعام لمجتمعاتهم أكدت الروح الوطنية فى المغتربين عندما عرفوا ما قامت به مليشيات التمرد من نهب وسرقة المنازل والمصانع والمحال التجارية وحتى الأسواق وقامت بحرق المحاصيل الزراعية، وفقا لمخطط ممنهج تجاه الوطن والمواطن.
نتمنى أن نعيد رسالة الوطن، للمغتربين لأننا في امس الحاجة إليهم. الآن وذلك من أجل ترتيب البيت من الداخل و استقطاب فرص الاستثمار. ونأمل كذلك في منحهم ميزات و امتيازات تقديرا لدورهم تجاه الوطن وأهليهم.

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى