سوداني ..مالية العالم بريدها

*في الخامس عشر من ابريل ٢٠٢٣م كانت الخرطوم تغلي نيرانا..والدهشة مرسومة على الجميع في مؤامرة لم تكن معالمها واضحة،الجميع توقع أن أصوات المدافع ستصمت بعد يوم او اثنين وعلى الاكثر اسبوع،لم يكونوا يعلمون أن هناك محاولة لاختطاف الدولة السودانية بإمكانيات دولية وايادي شبه سودانية.
*في تلك الأيام انقطعت الكهرباء ولاحقا الماء عند بعض الأحياء وتاثرت شبكات الاتصال وأصبح الاطمئنان على الأهل به شي من الصعوبة ،فظهر في تلك الأيام معدن ” السوداني” الأصيل الذي تجده وقت الضيق ..واي ضيق كان..في تلك الفترة ،اذكر في تلك الأيام العصبية فتحت شركة سوداني شبكتها للجميع بالاتصال “مجانا”لكل الشبكات والانترنت كذلك مجانا ، لتصرف الشركة من أجل خدمة المواطن “مجانا” مائة وخمسة مليون دولار ،فدخلت في قلوب السودانيين بالداخل والخارج وهي تؤكد سودانيتها قولا وفعلا.
*عند مدخل مارينا الفندق الاجمل اطلاله على كورنيش المدينة الحمراء “غربا”وقفن حسان يستقبلنا الضيوف والي جوارهن شباب اكتملت الأناقة بهم ..والجملة المتفق عليها عندهم..”مرحبا ..شرفتنا..تفضل” لافروق بين صغير وكبير مقام فالجميع هم ضيوف عند “سوداني” اصيل ..فاليوم كان لحدث جديد يحمل اروع البشريات
*في اللحظة الأولي لدخول “مارينا” كنت افكر وفي ذهني العديد من التساولات، لماذا تريد هذه الشركة العملاقة تغير علامتها التجارية؟ وهل التغير حتى في تلك الأصوات العذبة التى تردد شعاراتها الغنائية والتى يحفظها معظم السودانيين إن لم يكن جميعهم؟ وهل ستختفي تلك الكلمات المعبرة التى تردد:
خطواتها و هيّ بتعدي
و نظراتها.. فيهم تحدّي
كلماتها انا حافظاها عندي
شعار.. و هوية
هي جميلة.. لكن قوية
هي بسيطة هي دغرية
هي عظيمة هي حربية
و سودانية..
*تلك التساؤلات لم تكن في ذهني انا فقط وانما كل الحاضرين كانوا يتشوقون لمعرفة هذا التغير الذي تريده سوداني في عهدها الجديد،ولم نجد اجابات الا عند بداية الاحتفال الفخيم الذي خرج بأناقة وروعة،ففي بدايته كان لابد من سرد قصة هذا التغير الذي إرادته الشركة وفي هذا التوقيت تحديدا فكان السرد المتناسق من قادة الشركة الذين وضحوا بداية الفكرة وحاضرها ومستقبلها.
*الاحتفال بتغير العلامة التجارية لشركة سوداني كان مختلف في كل شي..الضيوف..الفقرات..الديكور..الضيافة واهلها ..حتى في الاستراحات لم نشهد كورال يغني أو دراما تحكي وانما عزف منفرد مدهش يحكي قصص سوداني الوطنية مما جعل رئيس مجلس إدارة الشركة وعضو المجلس السيادي الفريق مهندس بحري ابراهيم جابر يحمل عصاه ويهز بها مبشرا للجمهور ولسان حاله يقول لهم “اليوم بدأنا رحلة اعمار سودان مابعد الحرب” وان كان جابر قالها دون أن ينطق لسانه بها في الحفل إلا أن المدير التنفيذي للشركة المهندس مجدي محمد طه نطقها بلغة الجيش ” بيان بالعمل” في كلمته الدسمة في نهاية الاحتفال .
*بداء مجدي فخورا وهو يسرد ايام المعاناة والضيق وخسارة الشركة في عام الكورونا وقال إنه في العام ٢٠٢١ بدأت الشركة تتقدم لوضع افضل من السابق مما حسن مركزها المالي وبعد الخسارة تسعة مليون دولار حققت ارباح عشرون مليون دولار وفي العام البعده كانت الأرباح اثنان وثمانين مليون دولار،اما في عام تمرد المليشيا فقدمت الشركة خدماتها مجانا وكانت تعمل بطاقة ٤٠٪ ومع ذلك بنهاية العام ٢٠٢٣ كان صافي أرباح الشركة خمسة وعشرون مليون دولار.
*حسنا..امس غيرت شركة سوداني علامتها التجارية باخري تتماشي مع المواكبة العالمية بعد دخلت الشركة مع تحالفات إقليمية ودولية لتبداء الشركة عهد جديد هدفه اجود الخدمات للمواطن اينما كان ورسالتها بناء سودان مابعد الحرب ،فهذا التخطيط كان مدروس وتم تفحيصه منذ العام ٢٠٢٠ وظلت الشركة عبر إدارتها المتعددة تعمل بجهد وتفاني من أجل الوصول إلي العالمية وهاهي تبداء خطواتها نحو هذا الهدف الذي يجعل من سوداني في قلب افريقيا والعالم لتحقق بذلك مايتغني به كل سوداني بصوت عذب:
شاقة طريقها بإيدها
مالية العالم بريدها
و دماها اللي في وريدها
سودانية..
نادوا الطير اللي بيغني
يمشي و يحكي لها عني
انا بهواها لأني
انا هيّ