ماذا بينكم ياجبريل وكيكل سوي وطن جريح

تشهد العلاقة بين الدكتور جبريل إبراهيم، وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة، واللواء أبو عاقلة كيكل، قائد “درع السودان” المساندة للجيش، احتداماً غير مسبوق في الأسابيع الأخيرة، عبر تبادل الاتهامات والتصريحات الحادة، اختلف خلالها الطرفان حول دور وزارة المالية في تأخر مشاريع ولاية الجزيرة، وردود فعل الحركة على الانتقادات الموجّهة إليها، فيما نفت الحركة رسمياً أي اعتذار قُدم لـ”كيكل” واعتبرت ما تم تداوله مزوراً. تصاعد الخلاف تمثل في هجوم كيكل المباشر على وزارة المالية، وتوعده باستعادة “حقوق الجزيرة” كاملةً، بينما أصدر الدكتور جبريل بياناً للاعتذار عن منشور مسيء نُسب إلى الحركة، قبل أن تنفي الحركة ذلك . هذا الصراع الكلامي جاء وسط اتهامات متبادلة بالمسؤولية عن انتهاكات وجرائم حرب في الولاية، مما يهدد وحدة الصف الوطني في مرحلة حاسمة تسعى فيها البلاد لتحقيق الاستقرار وبناء الاقتصاد .
من هو د. جبريل إبراهيم؟
الدكتور جبريل إبراهيم هو وزير المالية في الحكومة الانتقالية، ورئيس حركة العدل والمساواة السودانية، التي تعدّ أحد مكونات تحالف الحركات المسلحة المعارضة التي دخلت في اتفاق سلام مع الخرطوم نهاية 2020، ثم شغلت مواقع تنفيذية بعد 2021، أبرزها وزارة المالية .
من هو اللواء أبو عاقلة كيكل؟
أبو عاقلة محمد أحمد كيكل، قائد “درع السودان” المساندة للجيش، معروف بانشقاقه عن قوات الدعم السريع وعودته للجيش السوداني في أكتوبر 2024، حيث مثل انضمامه مفاجأة عسكرية أعادت تشكيل خريطة السيطرة في ولاية الجزيرة بوسط السودان . يُتهم كيكل بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في كمبو طيبة شرق الجزيرة، وفق تقرير لمؤتمر الكنابي، بينما ينفي هو وفصائله تلك الاتهامات .
جذور الخلاف
في تصريح مفاجئ بتاريخ 26 أبريل 2025، هاجم اللواء كيكل وزارة المالية بقيادة جبريل إبراهيم، واتهمها بإهمال مشاريع البنية التحتية في ولاية الجزيرة وحرمان أهلها من مستحقاتهم، شنّ كيكل هجوماً عنيفاً على الوزير، متهماً إياه بسياسات تُجهض التنمية وتزيد من معاناة المواطنين .
اعتذار د. جبريل ونفي الحركة
ردًّا على الاتهامات، أصدر الدكتور جبريل إبراهيم في 26 أبريل 2025 بياناً رسمياً يُعتذر فيه للواء كيكل عن منشور شخصي مسيء نُشر على صفحة الحركة في “فيسبوك”، مشدداً على أن الخطأ فردي ولا يعبر عن السياسة الرسمية للحركة، وأنه تم حذف المنشور فور اكتشافه . غير أن الحركة نفسها نفت صحة هذا البيان، مؤكدة في بيان صحفي أن ما تم تداوله “مزور” ولا أساس له من الصحة، وأنه لا يُعبر عن رأيها الرسمي .
التصريحات المتبادلة وجيهرة الحرب الكلامية
تصاعدت حدة “الحرب الكلامية” بين الجانبين على وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات الأخبار المحلية، حيث حرض كل طرف أنصاره ضد الآخر، ودعا البعض إلى “عدم ضبط النفس” وتقديم “الاستعانة بحماد الدندر وماما أميرة” حسب منشور على “فيسبوك” .
تداعيات على الوطن
يساهم هذا الصراع بين وزير المالية وقائد قوات درع السودان في زيادة حالة التشرذم وانقسامات القوى المدنية والعسكرية، بينما تمر البلاد بمرحلة انتقالية هشة بعد الحرب التي ضربة البلاد ودمرت الوطن كما يهدد الخلاف في تعطيل المشاريع التنموية وبقطع شريان اقتصادي حيوي يساهم في إنتاج القمح وإيرادات الصادرات، ما يفاقم الأزمات الغذائية والمالية في عموم السودان .
دعوة للوحدة
في ظلّ هذه الانقسامات، لا بد من تفعيل آليات الحوار والتهدئة بين كافة الأطراف السودانية، بعيداً عن لغة السباب والاتهامات المتبادلة، حفاظاً على سوية الوطن واستجابةً لتطلعات الشعب في السلام والتنمية. والمطلوب من قيادات الحركة والجيش أن يتجاوزوا خلافاتهم الضيقة ويفتحوا صفحة جديدة من التعاون في إعادة بناء مؤسسات الدولة، التي لا تتحمّل المزيد من “الخلفات” والانشقاقات ولأن عدونا واحد يجب أن نتحد عليه.
وانا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة