أخبار عاجلةالاجتماعيمقالات

عبداللطيف السيدح يكتب..البداية المبشرة

بكل هدوء وسكينة وبعيداً عن الجلبة والصخب والضوضاء والدخول في معارك طواحين الهواء التي يريد أصحابها افتعال المشاكل لصرف أنظار المسؤولين عن مهمتهم الأولى التي أوكلت إليهم انطلقت أعمال وعمليات موسم حج هذا العام 1446 هجرية في كل من السودان والمملكة العربية السعودية وقوافل حجاجنا السودانيين حفظهم الله على أهبة الاستعداد وفي كامل الحضور الروحي والذهني والجسدي لعبور البحر المالح بحرا وجوا وعلى كل ضامر.
ورغم ما يكتنف الحج من ترتيبات وتعقيدات وصعوبات إلا أن تجويد البدايات حتما سيقود إلى تجويد النهايات، وهذا ما يبعث على الطمأنينة في موسم حج هذا العام والعبرة بالخواتيم.
بخلاف ما تعودنا عليه في مواسم حج كثيرة عندنا في بعثة الحج السودانية أو بعثات حجاج الدول الأخرى من صخب وجلبة وقلق مشروع وغير مشروع خوفاً من السلبيات التي تقع بنسب متفاوتة، بعد وضع اللمسات لآخر الاستعدادات والاطمئنان عليها إلا أن الأخطاء تقع وربما تكون كارثية تودي بكل الجهود التي بذلت إلى إرشيف الفشل بدلاً من أريكة النجاح ومقام التفوق.
كنت ولا زلت أتابع هذا المشهد في بعثات حجنا سالفة الذكر، وأقارنه بما آلت إليه الأمور في موسم حج هذا العام1446 هجرية الذي شهد تغييرا شاملاً في كابينة القيادة المناط بها تكليفا من قيادة الدولة وفقها الله، وتشريفا من لدن حكيم حميد تنظيم موسم حج يتلافى القصور الذي دائما ما تقع فيه بعثات الحج السابقة رغم جهودها مشكورة مأجورة، الآن يمسك بمقود سفينة حجاج السودان الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة الأستاذ سامي الرشيد، ويتولى المهمة الأصعب على الشاطيء الشرقي وفي مكان الحج الملحق الإداري للحج والعمرة الدكتور عبد العزيز الصادق محمد وكلا الرجلين يحتفظان في صناديق الذاكرة المتقدة بذخيرة حية من الخبرات المتراكمة في مجال خدمة الحجاج.
والآن ومع ظهور أول صورة حصرية لوصول حاج سوداني محرم لميناء جدة. الاسلامي بثها الزميل النشط عبد الباقي حماد، بدأت المشاعر تختلج خوفاً واطمئنانا ، فالخوف مشروع لأنه يرفع لديك قيمة الإحساس بتحدي مفاجآت الموسم والعمل التي تهبط عليك دون سابق إنذار وفي هذا إن أحبك الله وأعطاك بقدر نواياك ربما تتبدل عندك المحن إلى منح بين غمضة عين وإلتفاتتها، أما الاطمئنان وعدم الخوف فمرده وآمل واثقاً أن يكون عليه حال البعثة الإدارية للحج والعمرة بدء من هذا الموسم (والخريف بائن من عصاريهو) فالترتيبات المسبقة وإحكام العقود وعدم ترك المجال للصدف وحكاية (يا إيدي شيليني ختيني) أرى أنها انتفت في هذا الموسم لأن الشفافية وطريقة المناقصات والعطاءات التي تمت لتقديم خدمات الإسكان الإعاشة والنقل. لم يشهدها مكتب حجاج السودان منذ سنوات عديدة لاسيما في طريقة إحضار مدراء الحج بالولايات إلى المملكة العربية السعودية واختيارهم بأنفسهم لأماكن سكن حجاجهم. واتفاقهم دون إكراه من أحد مع شركات الإعاشة والنقل كل ذلك تم منذ وقت مبكر، وهذا مؤشر على إكتمال الجاهزية لاستقبال حجاجهم في أي لحظة يصلون فيها إلى الأراضي المقدسة.
بدايات مبشرة ومباركة
وموسم حج كما شهدنا ترتيباته الهادئة المريحة البعيدة عن الصخب. ندخل كذلك على أعماله بكل ثقة واطمنئان نستبين ذلك ونراه على محيا حجاجنا راحة ويسرا وسهولة وهم يؤدون شعائرهم ويلبون نداء ربهم الذي وفقهم لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى