أخبار عاجلةالاجتماعيمقالات

أعلاميو كسلا مع الحب والتقدير

وما من كاتبٍ إلا سيفنى
ويبقي الدهرُ ما كتبت يداهُ
فلا تكتب بخطّك غير شيءٍ
يسرّك في القيامة أن تراهُ

الزملاء الاكارم بكل الحب والتقدير نكتب لكم ولنا ونحن نقف علي مفترق طرق والبلاد تمر بمنعطف حرج، تتعاظم التحديات وتتقاطع التحوّلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكل هذا وذاك تتجلى الحاجة الي إعلام رشيد ينهض بالمسؤولية يتعالى على الصغائر ويجعل من القلم أداة للبناء لا الهدم، وسلاحا للوعي لا الوقيعة، ورسالة للخير لا ساحة للصراعات
حقيقة الامر نحن في امس الحاجة الي الارتقاء برسالتنا الاعلامية المتوازنة، التي لا تركن إلى المجاملة ولا تميل إلى التجريح، بل تسلك جادة النقد البنّاء، الذي ينطلق من الحرص على الصالح العام ويتوسل أدوات المهنية من دقة وصدق وإنصاف. فليس ثمة ما يخدم قضايا الناس أكثر من قلمٍ نزيه، يسلّط الضوء على مكامن الخلل من أجل الإصلاح، لا من أجل الانتقام أو التنافس الفارغ وانه لامن المؤسف حقا ان نطالع ما تحمل بعض الاقلام من مضامين لاتخدم انسان الولاية ولا تسهم في اضافة جديد سوي صرعات جوفاء تهمز وتلمز هذا وتطعن في ذاك مؤسف حقا أن نرى بعض المساحات الإعلامية قد تحولت إلى ميادين لمعركة غير معلنة بين الزملاء، يُستغل فيها الحرف للإقصاء لا للتقويم، وتُسخّر فيها المنابر لتمجيد الذات والتقليل من جهود الآخرين. وهنا، لا بد من القول الصريح:
إن احترام الزمالة واجب أخلاقي ومهني، وإن تقزيم عطاءات الزملاء لا يرفع الكاتب بل يضعف رسالته ويقوض ثقة المتلقي.
لقد آن الأوان لأن يتوقف بعض الأقلام عن خوض معارك لا طائل منها، وأن يدرك الجميع أن الإعلام ليس مسرحًا لتصفية الحسابات، بل رسالةٌ مجتمعية تُبنى على الاحترام والتكامل وتعدد وجهات النظر. الزملاء الاكارم حقيقة ان ولاية كسلا، تزخر بأقلام واعية ومضيئة، ينحني لها القلم احترامًا، ونخص بالذكر الأستاذ علي بابا، الذي يمضي في درب الكلمة بثقة العارف وتواضع الحكيم، والأستاذ عبد الجليل الذي يُحسن الغوص في أعماق القضايا بروح الباحث عن الحقيقة، وأستاذنا صديق رمضان الذي ظل على الدوام مثالًا في التوازن والموضوعية، وكذلك الأستاذ حامد إبراهيم، الذي منح الكلمة بعدها الإنساني والاجتماعي بإخلاص ومسؤوليةوغيرهم كثيرين الا اننا نخص هؤلاء بالذكر مناشدين وملتمسين منهم توظيف كل تلك الخبرات والطاقات لخدمة مجتمع الوريفة فهؤلاء ومعهم كثر يمثلون الوجه المشرق لإعلام كسلا، ولهذا نناشدهم للتوقف برهة والعمل سويا في خلق رسالة اعلامية سامية تنائ عن التجاذبات والتنافس الغير حميد والتوجه صوب الاهداف المشتركة الساعية
نحو إعلام يدفع عجلة التنمية الزملاء الاكارم
إن ما تحتاجه كسلا اليوم، ليس خطابًا مشحونًا، ولا كتابة تستدعي الأضداد، بل إعلامًا يُسهم في تعزيز التنمية وإعادة الإعمار، ويبث روح التماسك والتآخي بين مكونات المجتمع كافة، ويقف على مسافة واحدة من الجميع.
نريد أقلامًا ترصد مكامن القوة في مجتمعنا وتُبرز قصص النجاح، وتُضيء طريق المؤسسات وتواكب التحولات، وتُحاور القائمين على أمر الشأن العام بموضوعية وحرص، لا بخصومة واتهام.
نريد من الإعلام أن يكون حارسًا للوحدة، ومنبرًا للسلام، ومجسًا نابضًا لاحتياجات الناس وتطلعاتهم، لا بوقًا شخصيًا ولا منصةً للمناوشات التي تعيق الأثر وتضعف الرسالة.
ختاما نلتمس من الزملاء الإعلاميين بكسلا الاستجابة لمناشدتنا ونقول لهم دعونا نسمو بمسؤوليتنا ونترفّع عن كل ما يعكّر صفو رسالتنا. دعونا نكتب من أجل الغد من أجل كسلا التي تستحق أن نختلف من أجلها لا عليها لنحترم أقلام بعضنا البعض، ولنمدّ جسور التعاون، لا أسوار العداء.
إن السودان كله يمر بمرحلة بالغة الدقة، وعلينا أن نكون على قدر التحدي، وأن نختار الاصطفاف مع الوطن لا مع الأهواء. فلنكتب بعقولنا وضمائرنا… ولنُعلي من قيمة الكلمة في زمن قلّ فيه الصدق وكثرت فيه الأصوات.

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى