هل عادي كدة ممكن نقبل بالقتلة والخونة بيناتنا؟

بدون مقدمات فجأة قلبي كاد أن يتوقف وأنا أتابع المؤتمر الصحفي الذي أقامته وزارة الثقافة والإعلام والسياحة للمجموعة التي قيل إنها انشقت عن المجلس الاستشاري لمليشيا الدعم السريع ،صراحة ماحدث اليوم في فندق بلص بالعاصمة الإدارية بورتسودان سبب لي صدمه أن يتم الاحتفاء بمجموعة من المتعاونين مع الخونة والقتلة الذين قالوا أنهم عادوا إلي رشدهم بعد أكثر من عامين من القتل والتشريد والنهب والدمار لكل ماهو جميل في البلاد.
حقيقة غلا الدم في عروقي وغادرت قاعة المؤتمر الصحفي حتي لا اشارك في مثل هذه المهازل التي يعف اللسان عن وصف المتحدثين فيها ،فعلي أقل تقدير هم مجموعة من الخونة ليس إلا.
لا يهمنا كيف جاء هؤلاء ومتي تم التفاوض معهم للعودة وماهي قيمتهم حتي يتم الاحتفال بهم وإعلان انسلاخهم عبر مؤتمر صحفي لكن ما يهمنا ورسالتنا هو أننا لن نقبل بعفا الله عن ماسلف مع العدو الذي دمر مستقبل أبناؤنا وشردهم وحولهم للاجئين واغتصب الحرائر لن نتعايش معهم وان استمرت الحرب عامين آخرين فلم يعد لدينا مانخسره وعلينا أن نحافظ علي ماتبقي من كرامتنا المهدرة.
حقيقة مشهد محزن ومحبط وغاية السوء أن نشاهد مثل هذه المسرحيات السمجة تحدث في بورتسودان فمثل هؤلاء إن لم يخجلوا وهم يحدثونا بتبجح عن مشاركتهم مع القتلة علينا أن نخجل نحن ولانجالسهم أو يلمنا سقف واحد لأن مافعلوه لن يغتفر.
استمرار مثل هذه المسرحية يمثل صدمة لحرائرنا المغتصبات ومن تم قتلهم ونهبهم ويوضح أن قادم الأيام يمكن أن تعيد اي قاتل أو مغتصب للمشهد من جديد وكأن شيئاً لم يكن ….عجبي أن يحدث مثل هذا في قلب العاصمة الإدارية محل الطيارة بتقوم والرئيس بنوم فامثال هؤلاء مكانهم المعتقلات والسجون وليس الفنادق والاحتفاء بهم.
نتحمل كل شيء وجميع الأخطاء ونغفر نقبل بحكومة بالقطاعي لاتهش لاتنش ونتحمل العيش بدون كهرباء في مثل هذه الأجواء الساخنة وسنصمد مهما كانت المصاعب وحياة التشرد والمهانة التي نعيشها لكن لن نصبر أو نصمد علي وجود قاتل أو مغتصب وسطنا.
يعني عادي بكرة ممكن نلقي بقال في مؤتمر صحفي يعلن انسلاخه من المليشيا المتمردة والعودة لحضن الوطن المافي شنو ؟.