د. معاوية عبيد يكتب.. أجراس العودة فلتقرع

صرير القلم
اغنية رددتها الشحرورة (فيروز) وهي تريد العودة الي الديار رغم المعاناة التي وجدها الشعب الفلسطيني في منفاه وفي داره بعد أن هجرها …
الآن نقول للشعب السوداني أجراس العودة فلتقرع ….
كفاكم زل ومهانة … لن ينبت زرع ولن تمطر السماء ذهباً …
كانت لنا زيارة عمل الي مدينة أم در ( يا حبيبة ) … مررنا علي ازقتها وحواريها( وجورج مشرق ) … لكن الشوارع صامتة صمت القبور إلا من القليل من السكان … ورغم معاناة المياه إلت أنهم سعيدين بوجودهم وسط منازلهم …
غابت أصوات الرصاص … و غُبرت أجساد الخونة اللائم تحت ارضنا ….
لكن هنالك من يتربصون بعدم عودتكم و يحتلون منازلكم ….
الآن هنالك من يقبعون في ديارنا وهم ظاهرياً يحرسون لنا المنازل و في سرهم يتمنون عدم عودتكم حتي ينعموا بظلكم الذي سهرتم الليالي لإعماره…
لن تُعمر الأرض إلا بفلاحتها ولن تعمر الدار إلا بحراستها و رعايتها …
أجراس العودة فلتقرع الآن الآن….
الشوارع تناديكم… الحارات الازقة ….
مررنا بشارع الجيلي وجوافتها علي أيدي الصبية تنادي من يشتريها ….
اختفت ( أمواج ) كانت هائجة علي رصيف شارع المطار ….
واصلنا المسير…وخمدت أنوار مسجد سيدة سنهوري و مسجد النور …
محطة سبعة لم تعد تلك الزحمة تكسو وجهها ….
……
خرجنا من الخرطوم و أدركنا الفطور …. اين قاطعي طريق الجزيرة بعمائهم أين الصبية الذين يضعون الاعواد علي الطريق حتي تضطر الي النزول لتناول وجبة الإفطار…
أين أولئك الذين يجلسون علي قارعة الطريق في مطبات ( التكينة ) و ( المسيد)…
ألتي … القلقالة.. أم مغد … الشوارع تخلو إلا من هياكل العربات التي حطمتها المرتزقة ….
أجراس العودة لابد من تقرع ….
هنالك قليلون يجبون الشوارع وهم يريدون أن ( يشفشفوا ) كل ما يجدونه في متناول اليد …
أجراس العودة لابد من تقرع الآن الآن….
سنصبح لاجئين طول السنين …إن لم نقرع أجراس العودة لاعمار الديار …
أجراس العودة فلتقرع …
ولاعمار الدار فلنسرع …
لا تقرنكم أضواء الخليج ..
فأنتم في نظرهم ( عبيد ) وبدراهم …