إدريس هشابه يكتب.. قنصل السودان بجدة: جدلية المركز والهامش تعود من جديد

في خطوة أثارت الكثير من الجدل والاستفهامات، عمد قنصل السودان بجدة إلى التدخل في شؤون المجلس الأعلى للحج والعمرة، حيث قام بتعطيل قرار نقل داخلي يخص موظفًا تابعًا للمجلس، ثم أوعز لرئيس مجلس الوزراء بإقالة الأمين العام للمجلس، سامي الرشيد، ابن إقليم النيل الأزرق.
# استهداف أم عجز عن الفهم؟
يبدو أن هذا التدخل السافر في شؤون المجلس الأعلى للحج والعمرة قد أثار الكثير من التساؤلات حول دوافع قنصل السودان بجدة. فهل يعيد هذا التدخل جدلية المركز والهامش إلى الواجهة مرة أخرى؟ وهل لحكومة الأمل رأي آخر في هذا الشأن؟
# الحق في المعرفة
من حق الشعب السوداني أن يعرف لماذا تمت إقالة الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة بهذا الشكل المفاجئ والمريب. ما هي التفاصيل والتهم الخطيرة التي جعلت رئيس الوزراء الاستجابة لهذه الطبخة المشبوهة وإصدار قرار إقالة دون علم الوزير المختص الذي يتبع له المجلس؟
# مؤسسية أم تسييس؟
هل الحديث عن المؤسسية في هذه البلاد لم يكن سوى طق حنك وترف نخبوي لدغدغة المشاعر؟ ولمصلحة من تم إصدار هذا القرار المريب لارباك المشهد وتعطيل العمل بالمجلس الأعلى للحج والعمرة الذي يرتبط بمواقيت زمنية خاضعة لترتيبات المملكة العربية السعودية؟
أعيان النيل الأزرق في غاية الغضب من هذا القرار المريب، ويرون أن فيه استهدافًا لابن الإقليم الوحيد في المركز بعد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار أير. ويرون أن هذا القرار يحتاج إلى حكمة وسيادة حكم القانون ووضع الأمور في نصابها الصحيح.
إن إقالة الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة بهذا الشكل المريب يضع حكومة الأمل أمام محكمة التاريخ. ويرسل إشارات خالية من أي أمل في المستقبل القريب والبعيد. فهل ستتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة لتوضيح الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار؟ أم أن سياسة دفن الدقون ستكون هي السائدة؟