د.وليد شريف عبدالقادر يكتب.. فوضى وتجاوزات بمستشفى أمدرمان التعليمي ( 2 )

أمصال وإبر
لعظمة وقيمة مستشفى الوطنية والقومية مستشفى أم درمان التعليمي أثار مقالنا السابق موجة واسعة من السخط واللعنات وأيضاً الرضا والدعوات غشت وغطت المجالس الطبية داخل وخارج السودان ..أصحاب الرضا – وهم كثر – أفراد ناصعو الدواخل والنوايا أخذتهم الشفقة والخوف على مصير المستشفى العريق وهو في ابتلاء الأيام والسنين والقدر المحتوم يقع بأيدي إدارة فاشلة إدارة المعاشي مستر عمر إسماعيل، وقليل الخبرة عديم الكفاءة مستر مرتضى الطيب الكنزي ،والتي لا تعرف من الإدارة إلا أسمها مدير إدارة شؤون الأطباء بالمستشفى د.نهى حسن أبشر.. منظومة إدارية تصلح لجمع طوابع البريد أكثر من العمل بمكاتب البريد…إدارة أحالت المستشفى العريق الى كتلة من الصراعات والتكتلات ، والتمسك بدستور الفوضى مع تسيير مظاهرات عدم الوعي والنضج الإداري وصولا الى منصة عدم المنهجية والسبهللية و تحقيق مصالح أفراد وحاشيتهم وأشياعهم ..حوادث المستشفى كدكان ود البصير تفتح مرات قليلة على استحياء ومرات تستعصم على كثير من المرضى المحتاجين، والذين لا يجدون سوى الموت المحتوم على أبوابها..والسبب هو هذه الإدارة الفاشلة والتي عجزت عن استقطاب أطباء طوارئ بحوافز مجزية يستحقونها وتوفير بيئة عمل مشجعة لا يعلوها العفن والقاذورات ورائحة القيح والدماء، وتعطل كل الأجهزة الحيوية المنقذة للحياة وانعدام أجهزة رسم القلب وغيرها ..تخيلوا عندما فشلت – إدارة للكراسي أتينا ..فويلكم وويلنا – لجأت كحل عاجز إلى أطباء عيادة الحالات الباردة الcold بالمستشفى أصحاب الوظائف الثابتة الأطباء العموميين (ومعظمهم قد تجاوز الأربعين عاما) وأرغمتهم على العمل كأطباء طوارئ ليلها شاق ونهارها أعتى واشق، تريد من هؤلاء الخبرات الركض والمثابرة في العدو بين حالات حرجة حساسة تستدعي سلامة نشاط الشباب وفورته ، طبعا معظمهم رفض تنفيذ هذا القرار الأعوج المختل ، فالفرد منهم معيّن من قبل وزارة الصحة كطبيب عمومي وبرقم وظيفي ثابت لا كطبيب طوارئ مؤقت الحافز والبقاء ، و بعدها ما كان من الإدارة الغاشمة الظالمة الباغية مقابلة هذا الحق من الرفض إلا إنشاء مجالس ترويع ومحاسبات لهم ، ولم تكتفي بذلك بل مكرت بهم ، وبالغت في هذا المكر.. وفي لحظة غياب وازع الزمالة والرأفة والإنسانية ،وبدم بارد يحمل جراثيم القذارة والنتانة ونحر أخلاقيات مستشفى أم درمان الراسخة والثابتة مدى الدهور والأعوام، مكرت بهم هذه الإدارة إدارة (كلك واري اللو) ولزيادة ضغطهم ومر إذلالهم وإخضاعهم لنوازعها الدنيئة أوقفت رواتبهم الشهرية ، تخيلوا إيقاف رواتب ومعينات مالية في هذا الظرف الاقتصادي الطاحن الذي يمر على كل بيت و مواطن سوداني، فساعدت بذلك إدارة الفشل والسوء ..ساعدت على تشريد أسر وتجويع أفراد.. ولكن هم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
على الجانب الآخر فئة (الساخطين) على المقال وهم أقلية والحمد لله، فئة يمثل لهم مستشفى أم درمان التعليمي مصدر مأكل ومشرب ، وزيادة مصالح ومنافع، ففي قرار أنفسهم ودواخلهم ترتسم عبارة اللعنة على أم درمان وعنابرها .. بل ويجب أن يباح دمها على القبائل إن لم تكن كما يريدون ويشتهون ويربحون ويكسبون..الجماعة الشهيرة (إياها) ..الجماعة التي تعودت على القفز في الظلام إذا قابلها ضوء شمس ساطع يغشى العيون والأبصار، فحاربوا المقال بالويل والثبور والوعد والوعيد، هؤلاء الساقطون والسفهاء لا يعلمون أننا لم نأت إلى دنيا الإعلام والصحافة من الباب الخلفي، مسنودين على أكتاف الغير ومحاباتهم وسطوتهم وسلطتهم وعلاقاتهم، فأنا لم أجد نيل الخرطوم حتى يسقيني أمال وأحلام عذبة الشراب والمذاق، فالجميع يعلم أننا أتيتا من الولايات ومن مدينة(بورتسودان الساحلية) ومن حي شعبي نفتخر كثيراً في كل وقت وحين بفضيلة الانتماء إليه.. الحي هو (حي سلالاب مربع 3) من أب وأم أميين لا يعرفان القراءة ولا الكتابة، ولكنهما كافحا أعظم وأشرف كفاح حتى نتعلم أنا وأخوتي ، وغرسا فينا أن الحياة بلا علم يزينه مواقف ومبادئ دونها القبر والهلاك، وأنا أنفقت أكثر من ثلث هذا العمر القصير في التسلح بالعلم والمعارف، حتى شرفني المولى عز وجل- وإما بنعمة ربك فحدث- بلقب (أول) طبيب في الوطن العربي يحمل ( بكالوريوس الطب و الجراحة، وبكالوريوس اللغة العربية، وبكالوريوس الفلسفة، والقيد الصحفي، وشهادات الإجازة في صحيح البخاري، والأربعين النووية، وشهادة الإجازة في لامية ابن تيمية) ..أعترف أنا قرأت الكثير ولكنني أجهل الأكثر..والحياة عندي لا تحمل سوى شعار الفرنسي بول فاليري عندما قال : أنا لا أحب الطرق القصار والأبواب الواسعة بل أحب الطرق الطوال والأبواب الضيقة، أما عن رسالتنا الطبية الإعلامية عبر هذه الصفحة العلاجية الإنسانية، ولنترك الحديث عن ذلك لواحد من أساطين وأعلام القصة العربية والسودانية القاص الشهير الأستاذ صديق الحلو إذ يقول : أما الإنجاز الكبير لدكتور وليد شريف (بالنسبة لي) فهو الانجاز الإنساني ورحمة العطاء عبر هذه (الطبية) وما تقدمه من خدمات صحية مجانية أسبوعية وهي تستجلب (تطوعاَ) أميز التخصصات والاستشاريين الكبار..د.وليد ارتقى عالياً وإلى أرفع الدرجات بمجال (الإعلام الطبي) بالصحافة السودانية..وأثبت حقيقة ويقيناً كامل الدسم لا إدعاءً أن طبية ( الانتباهة) هي فعلاً صفحة تتجاوز مساحتها.
قبل فترة دار حديث مؤلم شفاف بين مجموعة من الأطباء عن الحالة المتردية التي يمر بها المستشفى العريق..الجميع أتفق على أن المستشفى أصبح يفتقد للعقلاء الحادبين على مصلحة المريض المسكين والذي تمثل له مستشفى أم درمان حضنه الآمن ومستقر شفائه المطمئن الأثير.. واستغرب البعض من موقف أستاذ الأجيال مستر محمد عبد الحليم وحالة الذوبان الغريب التي يعيشها مع هذه الفوضى والتجاوزات الإدارية الضاربة بأوتادها على كل مفاصل المستشفى العريق..وكانت التساؤلات الدائرة في أذهان هؤلاء الأطباء: لماذا يدعم مستر محمد عبد الحليم هذه الإدارة المنتهية الصلاحية والفاقدة للتأهيل والمنهجية؟هل مستر محمد عبد الحليم كان همه الأكبر وطموحه وأهدافه بالمستشفى هو ذهاب بروف مأمون حميدة وزير الصحة الولائي السابق وقد ذهب؟ وأكثر ما آلمني واستنكرته بشدة عن أستاذي ما ذهب له احد هؤلاء الأطباء محللاً: أن مستر محمد عبد الحليم كغيره من الاختصاصيين(يهمو شنو مادام عيادتو شغالة ومستشفى البقعة مدورة )..بل قال احدهم أن مستر محمد عبد الحليم وفي سقطة تاريخية كان ضمن لجنة معاينة لأطباء الطوارئ وهم حينها كانوا في وجه صراع طويل مع الإدارة الفاشلة لتحسين حوافزهم وبيئة العمل بالطوارئ….وللحديث بقية أشياء وأشياء.. ان كان في العمر إيعاز بنبض البقاء.
▪️وفي الختام حتى الملتقي أعزائي القراء أسأل الله لكم اليقين الكامل بالجمال حتى يقيكم شر الابتذال في الأشياء.
الانتباهة ١٢-٣-٢٠٢٢