أخبار عاجلةمقالات

شكراً لكم

*الثامن من سبتمبر كان يوم مختلفا في حياتي، ففي هذا اليوم مررت بتجربة كانت قاسية ومفاجئة حيث أصبت بذبحة صدرية في صباح هذا اليوم،كنت على ثقة ان ايامي في هذه الحياة أن كانت قد انتهت فسارحل بهدوء لذا لم أخشى الموت الذي كان قريبا جدا مني.
*في هذا اليوم وجدت الجميع حولي.. اخوتي وأصدقائي وزملاء مهنة المتاعب وجدت معارفي في مجالات الحياة المختلفة والذين جمعتني معهم مهنة الصحافة،قضيت يوما كان قاسيا على اسرتي وأصدقائي في مستشفى الأمير عثمان دقنه ببورتسودان، وما بعده من ايام كان أكثر صعوبة عليهم وهم يرون آن الموت يقترب مني _حسب حالتي_ولم تتوقف هواتفهم وكذلك هاتفي من الأهل والأصدقاء داخل السودان وخارجه.

* اليوم وبعد مرور أكثر من شهرين من ذاك اليوم العصيب. نحمد لله كثيرا الذي منَّ عليَّ بالصحة والعافية بعد الوعكةٍ التي ألمّت بي، وأظهرت لي في محنتي معاني الأخوة والإنسانية بأبهى صورها.

إن المرض — رغم قسوته — يكشف للإنسان حقيقة من حوله، ويُظهر معدن النفوس الصافية التي لا تبخل بالعطاء والمساندة في أوقات الشدة. ولقد كان لوقوف الكثيرين إلى جانبي خلال فترة مرضي الأثر البالغ في نفسي، مما خفف عني الألم وأحاطني بالطمأنينة والسكينة.

*أتقدّم بخالص الشكر والتقدير لكل من ساندني بكلمة طيبة، أو بدعوة صادقة، أو بزيارةٍ أو اتصالٍ عبّر عن مشاعره النبيلة. كما أخص بالشكر أفراد أسرتي الكرام الذين أحاطوني بعنايتهم واهتمامهم الدائم، فكانوا بعد الله السند والعون في كل لحظة.

*ولا يفوتني أن أتوجّه بجزيل الامتنان للطواقم الطبية والتمريضية التي تابعت حالتي بكل إخلاص ومهنية عالية،في بورتسودان وعطبرة ومروي حيث المدينة الطبية التي تعتبر مفخرة للسودان وهم يجرون أدق العمليات فيها مع ظروف حرب السودان التي دمرت وشردت الكثيرين خاصة الكوادر الطبية ، ففي هذه المدينة أجريت لي عملية القلب المفتوح لزراعة شرايين بواسطة النطاس البارع د. النميري جبريل وكادره المساعد من أخصائي تخدير ومساعدين وممرضين فقد جسّدوا أسمى معاني الرحمة والإنسانية في تعاملهم ورعايتهم.

لقد علّمتني هذه التجربة أن الصحة نعمة لا تُقدّر بثمن، وأن المحبة الصادقة لا حدود لها، والمواقف النبيلة في أوقات الشدّة ستظل عالقة على جدران الذاكرة الا ان ترفع الروح ويدفن الجسد. فجزى الله كل من وقف إلى جانبي خير الجزاء، وكتب له دوام الصحة والعافية، وجعل المعروف الذي قدّمه لي في ميزان حسناته.

*حسنا.. الحمد لله أولًا وآخرًا فقد بدأت الصحة تعود تدريجيا رغم ظهور بعض الأعراض الجانبية لعملية القلب المفتوح منها ارتجاع الصمام، ولكن مقارنة بوضعي السابق فهناك تحسن كبير في صحة القلب، أفضل من وضعة قبل شهرين، ونسأل الله أن يديم على وعليكم نعمة الصحة والعافية وأن يحفظكم من كل شر.

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى