أخبار عاجلةمقالات

اه …منك يازمن النزوح وهناك اسراب الضحايا النازحون

كنت محظوظا اذ درسني الشاعر والاديب محي الدين فارس مادة اللغة العربية بمدرسة المقرن الثانوية في العام ١٩٨٤واذكر يوم دخوله لثالثة علي بالطابق الثاني اذ وقف الطلاب وهتفوا جميعا بقصيدة ليل ولاجئة ..الليل اوغل لاتنامي….وفراخك الزغب الصغار تناثروا حول الغيام…وهي الي لاجئة فلسطينية وقد كتب نصا قبل عشرات السنين غناه العطبراوي قبل سبعين عاما يتنبا فيه بماحدث لنا من نزوح ويخيل للقارئ أن الشاعر محى الدين فارس أخترق حجب الحاضر وتنبأ بما حدث ويحدث فى الخرطوم وقد هذه الأيقونه التى تغنى بها الشعب السودانى مع حسن خليفة العطبراوية قرابة السبعة عقود من عمر الزمان تعالوا نتأمل مفردات هذه القصيدة بعد خمسة وستون عاما من نظمها وإنشادها يمكن القول أن كل ما تنبأ به الشاعر فى هذه القصيدة قد تحقق ولم يتبقى إلا البيت الأخير وسيتحقق قريبا وقريبا جدا*.

*و هناك*
*أسراب الضحايا النازحون ..*
*ملؤوا الطريق ..*
*و عيونهم*
*مجروحة الأغوار*
*ذابلة البريق ..*
*يتهامسون ..*

*و سياط سفاح*
*تسوق خطاهمُ ويغمغمون ..*
*تمشى الملايين*
*الجائعون مشردون ..*
*و المعتدون*
*يقهقهون ويضحكون !*

*يجلجل الصوت الرهيب كأنه الظلم اللعين !*
*و تظل تصخب في الدجى المشؤوم أفواه*
*البنادق والحروب..*
*ما تصنعون؟*

*جثث و أشلاء ممزقة*
*في كل حين*
*هل ينظرون ؟*
*و الحرب ملتهب*
*يؤج حياله نهد وجيد*
*هل يسمعون ؟*

*صخب الرعود ؟*
*صخب الملايين يشق أسماع الوجود ؟*
*لا يسمعون !!*
*في اللاشعور حياتهم فكأنهم صم الصخور*

*و غدا نعود ..*
*حتماً نعود*
*للقرية الغناء*
*للكوخ الموشح بالورود*
*و نسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود*
*و تزغرد الجارات*
*و الأطفال ترقص و الصغار*
*و النخل والصفصاف*
*و السيال زاهية الثمار*
*و سنابل القمح المنور*
*في الحقول*
*و في الديار*

*لا لن نظل مشردون*
*حتما نعود ..*
*و تعود أنغام الصباح*

البلد نيوز

البلد نيوز صحيفة إلكترونية تهتم بالشأن المحلي والعربي والعالمي معًا، مستندة على المصداقية ونقل الصورة كما هي للأحداث، وتمنح البلد نيوز للمبدعين والكتَّاب ساحة للإبداع وطرح الأفكار، وتسعى إلى دعم كل ما هو جديد ومفيد في شتى المجالات.
زر الذهاب إلى الأعلى