الحج.. من كنزي الي صحن الفول!

بقلم:جعفر باعو
الزمان.. شهر شعبان من العام ١٤٤٦ه..المكان قاعة الشهداء بهيئة الموانيء البحرية.. المناسبة المؤتمر الصحفي لإعلان بدء التقديم للحج والاجراءات والتكلفة المالية..
المتحدث في ذاك المؤتمر كان هو الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة الأستاذ سامي الرشيد.. لم يترك شاردة ولا واردة الا وتناولها.. لدرجة انه تجاوز الزمن للمؤتمر الصحفي.. واجاب على كل الأسئلة التي تدور في الاذهان، ولكن الرشيد لم يكن يعلم أن هناك من يخطط بخبث لافشال كل خطوة نجاح للمجلس وربما القصد كان على الحكومة الانتقالية التي كانت تمسك تحارب بيد وتبني بالاخري حتى لاينهار بلد اسمه السودان.

*كنزي واعلان المخطط
انتهت إجراءات الحج من تقديم تأشيرات للحجاج وبدأ المجلس في السير نحو الخطوة التالية وهي اختيار النواقل الجويه والبحرية وطرح عطاء به كل الشفافية لشركات النقل البحري وكان الأمر محسوما للنقل الجوي مناصفة بين شركتي بدر وتاركو اما النقل البحري فتقدَت ثلاث شركات وكان العطاء من نصيب شركة كنزي وهي شركة سودانية مصرية بنسبة 51٪ للشريك السوداني فهي التي قدمت المبلغ الاقل وهي الأفضل من حيث السرعة والجودة في الخدمات الي جانب سعتها الكبيرة في نقل الحجاج، بيد أن البعض بداء في قيادة حملة ضد مجلس الحج بحجة انه منح العطاء لشركة اجنبية ورفض منحه لشركة وطنيه مع العلم ان الشركات التي قدمت جلها شراكات بين رجال أعمال ولاتوجد بينها شركة وطنية خالصة لجمهورية السودان، استخدم الخصوم كل الاساليب المشروعه منها والغير مشروعة لاثبات تهمة فساد ولكنهم فشلوا لان الحق دوما ينتصر، ونجحت كنزي عبر باخرتها واسا من نقل الحجاج بسهولة وييسر وسرعة ووجدت الاشادة من جميع حجاج البحر خاصة وان كل حاج يصل معه عفشه بصحبة راكب وهو مايميزها عن بقية النواقل البحرية الاخري التي كانت تنقل الحجاج في سنوات مضت ونتوقع ان يكون لهذه الشركة شان كبير في مقبل الايام.

*نهج جديد في الحج
ربما لايعلم الكثيرين ان الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة الأستاذ سامي الرشيد جاء الي هذا الموقع بعد أن اثبت كفاءة عالية في مواقعه السابق فالرجل تدرج وظيفيا وكان أمير فوج ثم رئيس حمله ثم امين عام للحج والعمرة بولاية النيل الأزرق ردحا من الزمان مما مكنه من معرفه كل خفايا وأسرار النجاح، وحينما كان امينا للحج بالنيل الأزرق كان دوما يطالب بضرورة إشراك أمناء الولايات في اختيار حزم خدمات الحج ولكن طلبه هذا كان يجد الرفض باعتبار ان هذا شان اتحادي لذا كان أول قرار له بعد التكليف بالامين العام هو إشراك رؤساء الحملات والإمناء العامين بالولايات في اختيار حزم الخدمات من سكن واطعام

وترحيل، ولم يكتفي بهذا فقط بل نظم دورة تدريبية لأمناء الولايات في مدينة جدة بمشاركة وزارة الحج السعودية وكانت الدورة شاملة لكل مراحل الحج من تحمل ضغط العمل وتنظيم الحشود وغيرهما، نجح سامي الرشيد في أحداث طفرة كبيرة في عمل الحج وذلك بعقلية القيادي الذي تشرب بالعمل العام واستعان في هذا النجاح بكل الخبرات الموجودة في المجلس الأعلى للحج والعمرة واستحدث منصب الملحق الإداري للمجلس بالاراضي المقدسة واختار له رجلا أيضا تشرب بالخيرات الطوال في عمل الحج مما جعله يبني علاقات واسعه في الأراضي المقدسة وهو الدكتور عبدالعزيز الصادق الذي نجح في أحداث نقله كبيرة في عمل الحج لابناء السودان، والي جانب الصادق كان الدكتور محمد عبدالوهاب امين أمانة الحج بالمجلس وامير جماع مسئول مكتب حجاج السودان بالمدينة المنورة، وقائمة طويلة من الكفاءات التي ساهمت كثيرا بجانب سامي الرشيد في نجاح موسم حج ١٤٤٦ه.

*الفشل الاخير
بعد أن فشلت حملة البعض حول فساد عطاء الناقل البحري للحج، ظهرت في أيام التشريق حملة جديدة اراد بها البعض افساد النجاح الذي تحقق، وبدوا يتحدثون عن الوجبات وتهالك النواقل والنوم على الأرض وغيرها من الأمور الانصرافيه التي لايصدقها طفل صغير زار المملكة العربية السعودية وربما لم يعلم مروجو الشائعات ان كل الخدمات في الحج تقدم عبر شركات سعودية تضع لها وزارة الحج شروط قاسية و رقابه دورية حتى لايحدث اي اخفاق وان كان هناك أي تقصير من البعثة السودانية او اي بعثه فان وزارة الحج السعودية ترفع تقرير مفصل لحكومة الدولة المعنية لأنها لاتجامل في ضياع حقوق حجاج بيت الله الحرام،

وكل الاستطلاعات التي أجريت مع الحجاج اثبتت كذب وافتراء أصحاب هذا الغرض الرخيص الذين أرادوا بذلك افشال الحكومة السودانية ممثله في المجلس الأعلى للحج والعمرة، ومن فعل ذلك التقليل من العمل الكبير الذي قام به جنود المجلس الأوفياء، ففي الوقت الذي كانت فيه كردفان في الحصار والجزيرة وبعض الخرطوم في الاحتلال كان المجلس ينادي بالتقديم للحج ونجح في ذلك بدليل ان هناك حجاج قدموا من ولايات دارفور و كردفان، فهل سال أصحاب الغرض الرخيص كيف قدم هؤلاء وكيف كانت رحلتهم من دار مساليت الي مكة المكرمة؟ مؤكد لم يفكروا في ذلك لان الهدف كان استهداف المجلس وامينه العام سامي الرشيد الذي حقق نجاح كبير في هذا الموسم وهو بصطحب معه إحدى عشر الف وخمسمائة حاج سوداني بينهم أسر الشهداء وقادة القوات المسلحة الذين حاربوا المرتزقه وانتصروا عليهم.

إن الهدف من حملة صحن الفول و الشعيرية كان ألمقصود منه أضعاف الحكومة ممثله في المجلس ولكنهم فشلوا في ذلك وقنصل السودان بجدة د. كمال علي يرفع تقريره من الميدان حيث الحجاج الذين لايكذبون وهم في الأراضي المقدسة وافشلوا المخطط بكلمه الحق التي شهدناها بانفسنا ولم تنقل إلينا مثل البعض.
*صعوبة المهمة القادمة
حسنا نجح المجلس الأعلى للحج بالعبور الي بر الأمان في هذا الموسم بتفوق ولكنه الان امام تحدي كبير، وهو تقييم العمل شفافية تامه ومعالجة الهنات التي صاحبت الموسم حتى يكون الموسم القادم أفضل بكثير من هذا العام، ومن كتب له الحج هذا العام لن يقبل بخدمات اقل في الموسم المقبل وهذا هو تحدي سامي الرشيد وأركان حربه لموسم ١٤٤٧ه،ونتوقع ان تشهد الايام المقبلة ورش عمل مكثفة لمناقشة كل كبيرة وصغيرة في هذا الموسم لتعضيد الإيجابيات ومعالجة السلبيات من أجل المزيد من النجاح والتوفيق.